” سعيد عقل ” في مشهد الشعر الشعبي اللبناني ريسان الخزعلي

شارك مع أصدقائك

Loading

” سعيد عقل ”

في مشهد الشعر الشعبي اللبناني
ريسان الخزعلي
عندما صدرت مجلة ( شعر ) اللبنانية بإدارة الشاعرين يوسف الخال وأدونيس في الخمسينيات ، وهي مجلة تهتم بالشعر الحديث وتحولاته ، عربيا ً وعالميا ً . ونظرا ً لما عُرف َ عن أدونيس من اهتمام بالشعر الشعبي اللبناني ، وفيروز والرحابنة – حيث يعتبرهما أهم انجاز شعري / صوتي في العصر الحديث ، فقد نشر َ في العدد الأول من المجلة قصيدة للشاعر المعروف / سعيد عقل / بعنوان ( كزبي ) ..، وكزبي في اللهجة اللبنانية تعني ( كذّابه ) . ويبدو أن أدونيس أراد تأكيد أهمية ( عقل ) في الشعر الشعبي اللبناني وهو الشاعرالبارز في الشعر الفصيح .
ولد الشاعر عام 1912 وتوفي عام 2014 ، أيّ أنه عاش أكثر من قرن ، وربما كان أطول الشعراء المعاصرين عمرا ً . و( عقل ) من المدافعين بقوّة عن اللهجة الشعبية اللبنانية وكذلك القومية اللبنانية، وقد صاغ أبجدية لبنانية خاصة تتكون من 36 حرفاً .
كان الشاعر يسعى لأن يكون رئيسا ً للجمهورية اللبنانية ، إلّا أن َّ هذا المسعى لم يُكتب له النجاح . والمعروف أنَّ ( عقل ) كان يتمتع بصلات طيبة مع الحزب الشيوعي ، ومن ابرز أصدقائه : خالد بكداش ، فرج الله الحلو ، نقولا الشاوي . ومع ذلك أُخذ عليه موقفه من القضية الفلسطينية وغزو بيروت .
من أعماله الشعرية ، الفصحى والشعبية ، والمسرحية : بنت يفتاح ، المجدلية ، رندلي ، كتاب الورد ، خماسيات ، يارا ، قدموس .
كتب الأغاني الشعبية ، وغنّى له العديد من المطربين اللبنانيين ، كما غنّت فيروز الكثير من أشعاره الفصحى والشعبية : مشوار ، سائليني ياشام ، القدس ، غنّيت مكة وغيرها .
يمتاز شعره الشعبي بالوضوح والتركيز وتنوّع الأشكال الفنية والإرتباط بالحياة الاجتماعية اللبنانية . ومن قصائده التي تؤكد هذا الانطباع ، قصيدة ( يارا ) ….:
يارا ،
يارا الجدايلها شُقر ،
الفيهن بيتمرجح عُمر ،
وكل نجمه تبوح بسرارا
يارا ، الحلوي ،
الغفي عازندها خيّا الزغير .
وضلّت تغنّي والدني حدّا تطير ،
والرياح تدوزن اوتارا .
يارا ، الحلوي الحلواييي تعبو زنودها ،
ونتفي واصفرو خدودها ،
وبإيدها نعست الاسوارا .
ولمّن اجت يارا تحط خيّا بالسرير ،
تصلّي : ياالله صيّرو خيي كبير .
وللسما دِيها ، هاك الدين الحرير .
انلمّت الشمس وعبّت زوارا …يارا .
وهكذا ، يحقق الشاعر / سعيد عقل / حضورا ً لامعا ً في مشهد الشعر الشعبي اللبناني إضافة إلى حضوره كشاعر فصيح ، وبذلك يقطع الطريق بين اللغة واللهجة بالخطوات ذاتها ، مؤكدا ً بأن َّ الشعر يحضر بفعل الشعرية العالية ، متخطّيا ً محددات اللغة واللهجة ….
________________________________________
* حضرت ُ ندوة أقامها له ُ الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق في التسعينيات ، وقد تداخل معه الأديب محمد مبارك ، كما كان من بين الحضور المبدع عبد الرحمن طهمازي …
شارك مع أصدقائك