دالغة : علم القدسيولوجي
برهان المفتي
المقدس والمقدسات تكثر في المجتمعات إللي بيها الخوف وبيها قيود على الحرية وقيود على البحث عن سبب الأشياء
…….
شنو الجهة إللي تمنح لقب المقدس؟ هل هذا اللقب لشي روحاني أو شي فيزيازي مثل مكان أو مدينة أو شي عنده كتلة وبچم وچهرة؟ وشنو معايير كسب هذا اللقب؟ والمقدس والمقدسات أنواع بحسب الأخبار والكتب ، أكو مقدس ديني ومقدس وطني ومقدس عسكري ومقدس جغرافي ومقدس تاريخي ومقدس لا يشوفنا ولا نشوفه بس موجود بكلشي، فالسؤال النوب أكثر صعوبة وماكو ترك: هل الجهة المانحة للقب المقدس لكل هذه الأنواع هي نفس الجهة لو لكل جهة نظامها الخاص في منح شهادة المقدس بعد إجتياز دورة لو إمتحان نيل هذا اللقب؟.
هاي الأسئلة تحتاج إلى جواب لأن كل يومين نشوف ونسمع عن واحد جديد دخل للقائمة، صايرين من نسمع الأخبار لازم ننزع حذائنا ونتطهر لأننا في حضرة أخبار مليانة مقدسين ومقدسات.. هسة اللغة الإعلامية منو يراقبها ومنو يحرر الأخبار ويگول من يجي هذا الأسم بالخبر لازم تلزگ وياه لاحقة (المقدس)؟
في علم النفس أن المقدس والمقدسات تكثر في المجتمعات إللي بيها الخوف وبيها قيود على الحرية وقيود على البحث عن سبب الأشياء، فيصنع الناس مقدسات للتهرب من الخوف وفشل مواجهة أسئلة معينة، يعني زيادة هالشي في أي مجتمع دليل على إنتشار الخوف مو بين واحد واللاخ، بل بين واحد وي نفسه، كما أن أستمرار (إنتاج) المقدس هو مؤشر مجتمعي خطير ودليل على عدمية المواجهة لأن نتيجة أي مواجهة تكون محسومة للمقدسين والمقدسات.
وأكيد هو لقب مو كل واحد يناله لو يحصله، لأن بيه إمتيازات حضورية وإعتبارية تشيل إللي يناله إلى مرتبة ما يوصله إلا ذو حظ عظيم، فالمكان المقدس يضوي إذا كل الأماكن الأخرى ما بيها كهرباء لا وطنية ولا مولدة، والشخص المقدس مو وي باقي البشر حتى لو هو بشر بحسب صفته البايولوجية والفسيولوجية، بس الصفة القدسيولوجية مالته تلغي أي صفة أخرى، هاي بكل مكان وبكل مجتمع.
بس إذا كلمة (المقدس) تجي بعد فعل تكون شغلة مرحلية مرتبطة بزمن الفعل، وبما أن للفعل حالات مثل شي حصل بالماضي أو يحصل هسة أو راح يصير بالمستقبل، إذن لقب (المقدس) يكون مرتبط بحالة الفعل أي ينتهي أو يصير غير صالح للأستعمال بعد ما يصير الفعل أو الحدث بالماضي، بمعنى لا وجود لمقدس أبدي إلا باستمرار وديمومة الفعل، ولازم يكون فعل إستثنائي مطلق لا تنطبق عليه حالات الفعل (الماضي والحاضر والمستقبل)، وأعتقد كل شي مرتبط بهذه الحالات إلا المعجزة.. أياً كانت صفة المعجزة لأن المعجزة هي خارج إطار وقالب أي منطق وعقل.. فالإعجاز يعني شي واو… أو شي خارج كل السياقات المعروفة والمسارات المتبعة.
هسة هاي شلون دوخة..النوب تعال شلون نتعامل مع المعجزات وهي خارج العقل والمنطق؟ يعني ما نعرف من وين تجينا التايهة، من فوگ لو من جوة، بس ترى المعجزة دوما بالمحتوى الصاعد، ومن نجيب طاري المعجزة لازم نصعد عالدرج، بس تعال شلون راح يصير الحال إذا بنهاية الدرج يتلگانا واحد مزدوج : مقدس ومعجزة ! تعال حل هذا وخذلك چكليته.