علي الأمارة .. 3 .. الخطارون الزاحفون

شارك مع أصدقائك

Loading

علي الأمارة

3

الخطارون الزاحفون

وهم الذين استفادوا من هبّة قصيدة النثر ودخلوا مع موجتها الصاخبة وهم اما لم يعرفوا شروط قصيدة النثر وحدودها الفنية ولم يعوا فنونها ومساراتها ونسيجها الفني وصورها وايقاعها الداخلي الخاص ، او الذين يعرفون قيمة قصيدة النثر ولكنهم اغتنموا الفرصة لنيل صفة الشاعر او نيل عضوية اتحاد الادباء وتحصنوا بها ..
والحقيقة موضوع هؤلاء يجعلنا ننظر الى الجانب الآخر الذي قبّل بهم ان يكونوا ادباء اي ان هناك مكانا هشا في مسالة قبول الخطّار اديبا وهذا عيب في المؤسسة الثقافية التي لم تحصن نفسها جيدا بالشروط الفنية ومعرفة شخصية الاديب الحقيقية .. اي ان هناك خرقا لها حصل في غياب التقييم الصحيح ووضع الامور الادبية في نصابها ولا سيما ان هذا المجال صارت فيه امتيازات ومغريات غير الرغبة عند هؤلاء الخطارين بأن يكتسبوا صفة الشاعر كونها وجاهة اجتماعية لانك حين تمنح احدا صفة الاديب تخلع عليه بردة الابداع وتعترف به امام الاخرين او امام المشهد الثقافي العام.
الحقيقة ان الطارئين طرؤوا على مجالات كثيرة ولكن صعوبة الامر في مجال الادب انهم يتحصنون بصفة ابداعية وهمية يصعب او يستحيل استعادتها منهم لان المراجعة في هذا المجال غير ممكنة تقريبا وليس مثل اغلب المجالات الباقية .. ان دخول هؤلاء الى مجال الابداع بدون حق يعكس هشاشة المؤسسة الثقافية التي لم تستطع ان تحمي نفسها فكل النقابات الباقية او الاتحادات هناك مواصفات وشروط واضحة للقبول فخذ مثلا نقابة المحامين لا يستطيع الانتماء لها الا من كان خريج كلية القانون وقس على باقي النقابات ولكن تبقى ثلاث نقابات هي الادباء والفنانين والصحفيين هذه النقابات او الاتحادات الخاضعة للعمل ضمن الابداع او العمل الصحفي وليس للمواصفات الواضحة و المحصنة بالصفة الاكاديمية .. ومع هذا سنبقى عند حدود وسطنا الادبي الذي ازداد عدد الطارئين عليه في السنوات الاخيرة فازدات اعداد منتسبيه .. مع اعترافنا بأن العراق ابو الادب والشعر ولكن بحدود معقولة ..