الحلقات المفقودة
د. هبة عامر علي
…
الحلقة الاولى
فن التواصل المفقود
باحثة اكاديمية بمجال الاعلام والعلاقات العامة
تعد عملية الاتصال واحدة من أهم المهارات في حياتنا الاجتماعية والتواصل الاجتماعي ، فهي تعني الاندماج في الوسط الاجتماعي ، ولا يحث هذا الاندماج الا اذا كانت هناك رسالة ( محتوى ) من مرسل ( شخص ) الى استجابة ( شخص اخر ) ، وهذه الاستجابة لابد ان تكون ايجابية حتى يحدث التواصل الفعال من ود واحترام ومنافع عديدة ، ولكي تحدث الاستجابة الفعالة لابد من مراعاة الجوانب العاطفية في توجبه الرسالة فضلا عن الجانب العقلي من حسن الاسلوب وتقديم الحجة المقنعة ، وعليه فأن التواصل يكون ضد الهجران، وأن اتصال الشيء بالشيء لم ينقطع بين طرفين ، اذ ان للتواصل اركانه الاساسية المرسل والرسالة والقناة او اداة التواصل ، والاثر او رد الفعل بالسلب أو الايجاب ، ذلك ان هدف التواصل هو احداث الاثر في الشخص المتلقي للمحتوى وقد يكون احداث الاثر عفويا او مقصودا بهدف التفاعل او تبادل التأثير والتواصل وإعطاء حقه اللغوي وهو الشائع بين غالبية الناس عبر تعدد اللغات على الكرة الارضية بشرط حسن الاسلوب وقوة البيان. ولو طبقنا ادبية التواصل على الاتصال اللغوي من مرسل ورسالة ووسيلة وأثر نجد ان اللغة هي وعاء المعاني واللسان آله التواصل والكلام هو المحتوى واحداث الاثر هو الاستجابة بالود او النفور ، وهكذا الحال على باقي العلوم من سياسة واقتصاد واجتماع.
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ، فلم يبق الا صورة و اللحم والدم ، وكما للتواصل أنماط فله انواع وما تطرقنا له الا الايجابي اما السلبي فهو ما نلمسه اليوم من نشر صور وفيديوهات تكشف عن مظاهر مفسدة للمجتمعات بالتشهير والابتزاز و التهديد والتسقيط ، فهذا ما نسميه بالتواصل الهدام او الاتصال المفقود ، ولبعض وسائل الإعلام اليوم الدور السلبي في فقدان التواصل عبر التركيز على الفضائح اللاأخلاقية وكشفها ، ولان الاعلام كان هدفه تثقيفي وتنويري نجد اليوم بعض وسائل الاعلام قد اختلف هدفها فأصبح كاذب وهش اخلاقيا فاقدا للمصداقية ، واصبح مفتاح قيادة بيد الفاعل السياسي على الرغم من جوهر الاعلام هو المناداة بالفضيلة والاستقلالية.