شيرين مجدي
مصر
لمْ يأْلفِ الغيمَ إلا أنه انْهَمَرَا
عُشْبًا به الريحُ مَرَّتْ لكنِ انْكَسَرا
مِنْ فَرْطِ ما نادمَ الشباكَ
في مَرَحٍ وصارَ لليل حكاءً؛
غدا قَمَرَا يُعَلِّمُ الصبرَ للصحراءِ لو ظَمِئتْ
وَحينَ جَفَّ به البستانُ ما صَبرَا
إذ يَغْرِسُ البَذْرَ في أقدامهِ زَمَنًا
حتى تصيرَ الخطى في دَرْبِهِ شَجَرَا
يَحِيكُ للريح شالًا كلما عصفتْ
ليغدوَ البردُ في أحطابها شَرَرَا
فتنثر الدفءَ في شباكِ ذاكرةٍ
بلا ضجيج ويَمْحُوْ دفؤها الغَبَرَا
بلادُهُ غربةٌ ضاعت مراكبُها
والريحُ ما عَلَّمَتْ أولادَها سَفَرَا
كَمْ كان يسكُبُ دمعاتِ الحنينِ نَدَى
فأنبتَتْ وجنتاهُ الشوقَ والزَّهَرَا
وَكَمْ تشبثَ في خيطٍ لطائرةٍ
كَيْ يَلْمَسَ الغيمَ حتَّى يُرْجِعَ المَطَرَا
وكَمْ رَجَا الريحَ دهْرًا كَيْ تُعَلِّمَهُ
التّحليقَ خلفَ زمانٍ أينَمَا هَجَرَا
مَشَى الحنينُ على أنحاءِ حائطِهِ
حتَّى غدا طُرُقًا خَلَّى بها الأثَرَا
لأنَّ في باله الذكرى معلقةٌ
جُدْرَانُهُ عَلَّقَتْ في رأسه الصُّوَرَا
فَصَارَ يعزفُ بالجيتارِ كلَّ صدًى
يمرُّ فيه ولا لَحْنًا ولا وَتَرَا
كذا أطلَّ حَنِينًا منْ نوافِذِهِ
يراودُ القلْبَ عَنْ مَاضٍ به استترا