عبد الكريم حمزة عباس
أهمية المنعطفات السردية في العمل الروائي
كثيرا ما نقرأ روايات لكتاب معروفين لكن هذه الروايات تبدو عادية جدا كأنما كتبت من قبل كاتب مبتديء، و السبب في ذلك هو عدم اهتمام الكاتب بعملية بناء السرد و عدم استخدام التقنيات اللازمة لبناء سرد مترابط. ومن هذه التقنيات كيفية تشكيل المنعطفات السردية و كيفية جعل القارئ مشدودا لمتابعة أحداث الرواية . المنعطفات السردية يمكن تعريفها بأنها حالة تحول سير الأحداث في الرواية دون إخبار القارئ ماذا يحدث مستقبلا ، أي يتم تحويل الأحداث في مرحلة حساسة من السرد ، وهذا الحدث المحول يحتاج إلى عملية وصل لانه مرتبط ارتباطا وثيقا بالحبكة ، وهذه التقنية تستخدم لإضافة عنصر التشويق من خلال تحويل الأحداث إلى مشهد أو فصل جديد في الرواية . أسلوب المنعطفات السردية المفاجئة في العمل الروائي هي إحدى أهم أدوات كتابة الحبكة والتي يتم استخدامها لشد القارئ لمتابعة أحداث الرواية، وعلى الكاتب أن يدرس بعناية تأثير هذه المنعطفات الجديدة على سير الأحداث. و من المعتاد أن يتوقف القارئ عن القراءة بعد إنهاء فصل ما من الرواية و قد ينتهي هذا الفصل بحدث مشوق جدا لكن القارئ لا يعرف لحد الآن ماذا سيحصل بعد هذا الفصل ، مما يشده إلى متابعة القراءة إلى الفصل الذي يليه عله يجد ضالته ، وسبب ذلك هو الموازنة ما بين السرد الأفقي و السرد العمودي ، فالسرد الأفقي يبحث عن ( ماذا ) و السرد العمودي يبحث عن ( لماذا ) ، وعلى الكاتب أن يجعل هذه المنعطفات مفاجئة و أن لا يخبر القارئ بذلك مسبقا لعدم إفساد متعة التشويق . وربما تنتهي الرواية بحدث أو مشهد لم يكتمل و خصوصا إذا كان الكاتب مصمما على أن يجعل الرواية من عدة اجزاء ، وهذا ما يجعل القارئ يبحث عن الجزء الجديد من الرواية لمعرفة ماذا سيحصل لاحقا . ومن الأمور المهمة جدا في الرواية هي مرحلة اكتشاف القارئ المفاجئة لتلك المنعطفات السردية، لأن القارئ يترقب بشدة للكشف عنها ، لذلك يجب على الكاتب عدم الإكثار من المنعطفات في السرد تكون الغاية منها تحويل مسيرة السرد فقط أو إضافة تعقيدات غير ضرورية في الحبكة ، بل يجب أن تكون هذه المنعطفات متعلقة بشكل كبير بعملية بناء السرد و مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتسلسل الزمني للرواية و متعلقة بشكل مباشر بعقدة الرواية و طريقة حلها .