هدى عز الدين/ مصر
متسلِّلةٌ تسرقُ أهدافًا
وتلعبُ لعبتَها العمياء
وحينَ يُقبِّلُ الليلُ شَفَتَيْهاتُغَنِّي
تُغمِضُ عينيها
لعلَّ الغمامةَ تَنبتْ حلمًا وتبيعُ أضغاثَها
لمُفسِّرٍ جديد
أو كأنَّها زليخةُ خارجَ سِجْنِها
تفرشُ مضاجعًا للنِّسْوَةِ
وتسنُّ سكينَ صيدِها
متسلِّلةٌ تجري خلفَ المفقود
ترتعشُ يدُها
قَتَلَتِ الخوفَ صرختْ بصوتِ التمنِّي
قالت: يا رسولَ الأحلامِ والرُّؤى
أنا شيخةٌ والعيدُ بعيدٌ
أجمعُ خشاشَ أرضي وأُطْعِمُ قطتي
أُقلِّبُ ثمارَ الزَّيتونِ لعلِّي أنالُ التوتَ
أتنهَّدُ بعدها وأملأُ كأسي بزيتِ القُرنفلِ
وحبَّاتِ التين أُشَاطِرُ الحُزْنَ، وَأُعَلِّقُ أَنْوَارَهُ الخَضْرَاء!
هَلْ مِنْ أَحَدٍ خَلْفَ صَدْرِي؟
أَشْبَاحٌ تُرَاقِبُ سُكْرِي.
إِذَا وَجَبَ النَّوْمُ عَلَى الجَانِبِ الأَيْسَرِ،
وَأَنْفِي يَنْفِي أَنَّهُ مَا زَالَ يَشُمُّ رَائِحَةَ قَدَمَيْهِ.
لَعَلِّي أَفْرُغُ مِنْ فَزَعِي،
وَأَنْزِفُ المَاءَ المُتَبَقِّي فِي آخِرِ خَاطِرَةِ جُنُونٍ.
وَأَعْمَلُ عَلَى رَسْمِ خُطُوَاتٍ
وَكَأَنَّنِي عِفْرِيتُ حُبٍّ يَمْلَأُ كَأْسَ شَبَقِهِ،
وَيُجَنِّبُ امْرَأَتَهُ الحُبْلَى بِجَنِينِ التَّمَنِّي.
لَقَدْ هَرَبْتُ مِنَ الكَاتِبَةِ وَهِيَ تَجْرِي خَلْفَ
أَفْكَارِي الوَلِيدَةِ.
أَخَافُ،
لَنْ أَخَافَ،
وَأُعْلِنُ أَنَّنِي جَبُنْتُ مَعَ آخِرِ النَّصِّ.