حوار مع د.سيف ناطق جاسم

شارك مع أصدقائك

Loading

خاص – ألف ياء

حاوره رئيس التحرير

وديع شامخ

د.  سيف الحق ناطق  جاسم

 لألف ياء :

*- الطب النفسي لا يعطي إجابة مخصوصة  ، لكنه يساعد الشخص في الحصول على  الوسائل التي تمكنه من الإجابة على الأسئلة 

*- اخترت الطب النفسي  لأني كنتُ مسكونا  بهاجس مراقبة و مساعدة الآخرين وكيفية الوصول الى طرق وسبل  لخدمتهم

*- عملي المبكر كمتطوع  اثناء دراستي الجامعية ،  أمدّني بخبرات مضافة لكيفية التعامل ومساعة الناس المحتاجين

*- أنتمي الى اكثر من جمعية طب نفسي لكي أستفيد من كل ما يمكن من اجل تطوير عملي وتقديم اقصى خدمة ممكنة للمجتمع

*- لا أعتقد ان ترجمة كلمة مريض دقيقة أبداً ـفي الطب النفسي –  لاننا نعتمد على توصيف مشاعر الشخص

*- على الأفراد والمجتمع ” العربي”  أن يضعوا مراجعة  عيادات  الطب النفسي بنفس أهمية  عيادات الطب العام

*- انا مختص ومؤهل علميا  للتعامل مع  الاطفال

*- طموحي افتتاح  مشروع  عيادة طبية متخصصة لتقديم خدمات مجانية لأكبر فئات مجتمعية ممكنة

……………..

 

الطبيب النفسي الشاب العراقي الاسترالي سيف الحق ناطق جاسم ، طاقة وموهبة وكفاءة  مهنية تُعدّ مفخرة  لشباب الجالية العراقية وكل الجاليات التي قدمت الى استراليا طلبا  للامن والامان  والحياة الكريمة ، ولكن سيف  الذي  ولد في عمان 1997 وبدأ دراسته الابتدائية فيها ، جاء الى استراليا لا ليستكين للراحة والامان والحياة بشكل عام ، ولكنه  واصل  الحلم  بمواصلة الدراسة الابتدائية والعليا   والدخول الى الجامعة الطبية ليحصل  على بكالوريوس علم النفس بمرتبة الشرف من جامعة غرب سيدني ، ليواصل تحصيله  الاكاديمي ويحصل على درجة الماجستير في علم النفس  السريري من جامعة بوند ، ليبدأ حياته المهنية كمستشار نفسي في المستشفيات الاسترالية وعيادات الطب النفسي، كما انه حصل على خبرات ومهارات  عالية المستوى في خدمات العدالة المجتمعية ، ومهارات  التدخل في محاولات  الانتحار عند الاطفال ، والاسعافات الأولية للصحة العقلية للشخص المنتحر، والاستجابة للعنف  الأسري ، كما حصل على دبلوم في تعليم ورعاية الطفولة المبكرة ، وقد عمل  كطبيب نفسي  في عدد من المؤسسات والمستشفيات الاسترالية ، واخيرا وليس  آخرا  فقد افتتح عيادته الخاصة في منطقة ليفربول ، وهو بهذه الخطوة قد  توج  مسيرتة العلمية الاكاديمة وخبرته العملية  نحو مشروعه الخاص لخدمة المجتمع العراقي والعربي والاسترالية عامة ،  يشكل علامة مميزة وفارقة ومثالا  اعلى لجيل الشباب اللاجئين الى استراليا  ، ويكون عنصرا فاعلا  بعطائه  واخلاقه  الرفيعة .

في عيادته الخاصة  في مدينة ليفربول – سيدني ،كان  لمجلة ” الف ياء” هذه الحوارية

*-لماذا اخترت الطب النفسي ؟

–منذ بواكير عمري وتحديدت من الدراسة الابتدائية ، كنت مسكونا  بهاجس مساعدة الاخرين وكيفية الوصول الى طرق وسبل  لخدمة الاخرين، وهكذا  نشأت عندي موهبة مراقبة سلوك الناس ، والفرق بين السلوكيات الضارة والنافعة  والصحة النفسية والجسدية للافراد  ،ولم اجد افضل من دراسة الطب النفسي لأكون في موقع  يسمح لي بالخدمة العامة وهو حقل يتناسب تماما  مع  طموحي وهدفي الحياة ومسؤوليتي تجاه الاخرين .

*-كيف استطعت ان تجابه الحالات البيئية النفسية المتطرفة والخطرة  عقليا وانت في مقتبل العمر ؟

–في بداية تجربتي العملية كانت في مستشفى Robina

في ولاية كويزلاند، وكنت أعمل في  قسم رعاية  ” انتحار الأطفال ” ، وهذه الفئة تمتد من عمر 3-18، وفي هذه الفئة تمارس عمليات الانتحار للأسف ، ونحن نقوم بمساعدة الاشخاص وعوائلهم ايضا ، بطريقة علمية ، طبية ، نفسية ، للمحاولة في مساعدة المجتمع ، ومن هذه المسؤولية الكبيرة استطعت تجاوز العقبات التي تسببها الحالات النفسية الخطرة مثلما  جاء في سؤالكَ

*-هل  تعتقد انها  البداية الصحيحة لمشوارك في عالم الطب النفسي؟

– –نعم نعم لقد بدأت بالخطوة الأصعب ، ولكنها ساعدتني على المواجهات القادمة والاحداث الطبية غير السهلة ، كما اننيلم أكن لوحدي بل  كان هناك اشراف مباشر من اساتذتي وزملاء المهنة ودكاترة المستفيات عموما لتقديم الاستشارة والنصح وتقديم العون المناسب  في كل  حالة جديدة ، وفي الطب النفسي لابدمن مراجعة المصادر والاستفادة المتبادلة من المعنيين  دائما .

* من ضمن مهاراتك المتعددة وخبرتك وشهادتك العلمية ، لاحظت انك حصلت على مؤهل اراه بعيدا  تقريبا عن اختصاصك وهو ” قاضي صلح” او ” جي بي”، مالدافع وراء هذه المهارة التي تتطلب منك اعباء اضافية ؟

–قلت سابقا  ان هاجسي  مساعدة  الاخرين هو هدفي ، وهذه المهنة

” غيرالربحية والمجانية ” تماما ، هي طريقة جديدة خارج اختصاصي الطبي اقصد منها مساعدة الناس في تصديق وترجمة المعاملات والوثائق  القانونية الخاصة بالزواج، الخطوبة ، الوصية، الطلاق ، وكذلك اعطاء الاذن للشرطة في حالة تعقبها  للبحث عن الجرائم والمجرمين ، فلابد من موافقة ” جي بي” الموجود في المنطقة . وانا سعيد ان  اخدم المجتمع بكل الطرق المتاحة أمامي .

*-ما أهداف الطب النفسي  بشكل  عام ؟

— يكون مجال اهتمام الطب النفسي ، في مساعدة المجتمع من امراض الاضطرابات والقلق والضغوط النفسية وعلاجها ، كما نساعد في التعليم والتثقيف في المراض النفسية وتعريفها بمفهوم جديد ، مستفيدين  من التقدم من انجازات العلم والتكنلوجيا ، وخصوصا مع الافكار الخطرة في البيئة مثل ” قلق ، توحّد، خوف ، الغضب ..وغيرها ” وهنا  دورا لم يكن مقصورا على المعالجة وانما لتحسين مستوى الحياة اليومية للمرضى عموما في مجالات ” الأكل ، النوم ، الراحة ، قيمة الانسان”

ولعل عملي المبكر كمتطوع  اثناء دراستي الجامعية ،  أمدني بخبرات مضافة لكيفية التعامل ومساعة الناس المحتاجين .كما عملت كمتطوع لتدريس الطلبة في مراحل المتوسطة والعليا وحتى البكالوريا وتهيئة الطالب نفسياً لاستيعاب  النقلة الكبيرة بين حياة المدارس وبين حياة اجامعة لكيما يتخطوا هذا لحاجب النفسي.

* من سيرتك الذاتية العلمية العطرة لاحظت انك عضو في جمعيات متعددة، هل  من إضاءة حول هذا الموضوع ؟

— نعم  انا اسعى الى الاستفادة من كل ما يمكن من اجل تطوير عملي وتقديم اقصى خدمة ممكنة للمجتمع ، وفي استراليا نوعان من الجمعيات  التي تُعنى بالاطباء النفسيين  ، الأول  هو  دعوة من قبل هذه الجمعيات  وذلك تقديرا لجهودك حين تكون قد حصلت على شهادات علمية مرموقة، وهذا ما حصل معي اذ دعتني ” جمعية الشرف الدولية -جولدن كي ، الاكاديمية – جامعة غرب سيدني ”  لاكون عضوا  بهما ، والنوع  الثاني من الجمعيات يكون عن طريق دفع بدل الاشتراك كماهو الحال  مع ” الجمعية الاسترالية لعلم لنفس”.. ومن هذه  الجمعيات اكون في حالة تجديد وتحديث المعلومات  عبر الدراسات المستحدثة العلاجية والعلمية والطبية  وبشكل دائم .

ما مفهومك وتعريفك وتوصيفك للشخص الذي  يعاني  من حالات نفسية متنوعة ، هل هو  مريض أم ضحية ظروف  خارج عن ارداته ؟

— لا اعتقد ان ترجمة كلمة مريض دقيقة أبداً ـ لاننا نعتمد على توصيف مشاعر الشخص وهذ ا لا يتبر مرضا  اطلاقا ، لأن المشاعر تتضمن الحزن والفرح والغضب   وهذه ليست سلبية ، والطب النفسي ليس مهمته معالجة المشاعر ، لأنه  ليست هناك  مشاعر خاطئة  واخرى صحيحة، فلا المشاعر والحساسي بعرض مرضي ابدا . ان مهمة المعالج النفسي هو مراقبة السلوك وتهيئة المناخ الملائم لتقويمه في الاتجاه الصحيح .

مثلا هناك قلة النوم الشديدة ليست  مرضا واننا نساعدة بطرق مختلفة للوصول الى زيادة ساعات النوم . وأود الاشارة هنا الى الفرق بين النوم والاغماء، النوم  حالة صحية تساعد الانسان على الحصول على الراحة أو معالجة وتجديد عض خلايا الجسم ، اما الاغماء  فهو آالية دفاعية من الدماغ عند  عجزه عن اصدار اوامر لمعالجة حالة ، بيقوم بالتوقف عن العمل  بشكل مؤقت  واطفاء الانسان ، لا من اجل الراحة مثل النوم  وهنا يكون مرضاً.

*- ظاهرة مراجعة الطبيب النفسي تمثل حالة سلبية وربما عيباً أخلاقياً  في مجتمعنا العربي مما يؤثر على الصحة النفسية لهذه الشريحة من المجتمع ، ما هو دوركم في تصحيح  هذا الداء المجتمعي الخطير ؟

— يجب ان يعرف الشخص والمجتمع ايضا  ان  الحالات النفسية موجودة في الشخص نفسه وليس مختلقة من قبل  الطب النفسي ،وهي مؤثرة عاطفيا وعلقياً وجسدياً،فالحالات مثل ” الخوف ، القلق ، الغضب ، ” ليسا فقط احساسيس ومشاعر وانما هي تغيير كيمياوي في العقل له  درجة طبيعية ، ولكن عندما تتفاقم الحالة فوق الطبيعي تصبح مرضاً يجب علاجه نفسيا ، لانه سيشكل خطرا شخصيا ومجتمعياً .

لذا  على الافراد اولاً والمجتمع ” العربي” خصوصاً ، أن يعيّ ضرورة مراجعة  عيادات ومشافي الطب النفسي  بنفس  الاهمية التي يرجعون فيها عيادات الطب العام  لأن النتيجة واحدة .

*-عذرا دكتور سيف ، ما هو نوع العلاج الذي يقدمه الطب النفسي غير الطب العام ؟

— نعم النتيجة واحدة في شفاء المريض ، ولكن الطب العام بكل التخصصات غير الطب النفسي  تستخدم الأدوية  والتداخل الجراحي  عموما ، اما الطب النفسي فيتبع  بشكل رئيس على جلسات العلاج النفسي والسعي الى تشخيص السبب وعلاجه ، وقد يستخدم الطبيب النفسي الادوية في حالة الضرورة القصوى وحسب الحالة المرضية ، وعموما على المعالج النفسي ان يتوخى التوازن بدقة في علاج  الحالات النفسية.

*-ما هو توصيفك للشخص الذي   يعاني من الاضطراب والحالات النفسية ، هل  هو مريض أم ضحيّة ظروف شحصية ومجتمعية ؟

–لا اعتقد أن ترجمة كلمة مريض الى اللغة العربية دقيق ابدا ، فهذه الحالات  هي مشاعر واحاسيس لا يمكن  ان تكون مرضاً،فلا يمكن وصفها بالمرض سواء اكانت سلباً ام ايجاباً،  والطب النفسي ليس من مهمته معالجة المشاعر لانه ليست هناك مشاعر خطأ وانما تتم  المعالجة النفسية على التصرفات الناتجة لهذه المشاعر فوق الطبيعية ،وكذلك الأفكار المرتبطة بها والمسببة لها ،ومراقبة السلوك العام والبيئة الحاضنة للشخص وتقويمها للطريق الصحي السليم .

*- هل من مثال تطبيقي ؟

— نعم مثلاً معالجة ندرة او قلة النوم عند الذين يعانون منه، فهو  ليس مرضاً ،ولكننا نقوم بمساعدة الاشخاص لرفع ساعات النوم الصحي المفيد للجسم  لكسب الراحة وتجديد الخلايا وتبديلها.

وهناك فرق بين النوم والأغماء ، فهذا يعني ان العقل يقوم بعملية  اطفاء للجسم  ريثما يتم التعامل مع الحالة التي لا يستوعبها العقل  حاليا ، اشبه بعملية ” ريستارت ” لجهاز الكمبيوتر .

*- من سيرتك العملية والعلمية لاحظت حصولك على مهارات خاصة بالتعامل مع الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية .. كيف  تشرح لنا مهمتك هنا ؟

— نعم انا حاصل على دبلوم في تعليم ورعاية الطفولة المبكرة من الكلية المهنية الأسترالية

“CHC50113”

وبهذا فانا مختص ومؤهل علميا  للتعامل مع  الاطفال ،وهنا نبحث الطفل في البيئة العائلية والمدرسة وعلاقته بالمدرسن والطلبة ، وكذلك الخطر القادم من الخارج ، والمتمثل  في استخدام الالعاب المعتمدة على التكنولوجيا  العالية والتي تحمل  مضامين  خطرة على تنشئة الطفل بشكل نفسي متوازن ، فالخطر هنا  ليس قادما من العائلة او المدرسة بل  من الخارج ، لذا يجب ان نحاصر المخاطر ونحد من  تأثيراتهىالسلبية على الاطفال بوسائل نفسية مناسبة لعقولهم واعمارهم .

مكا اني اود ان اشير الى ان الطب النفسي لا يعالج الحالات كأمراض عضوية ، لذا نستخدم اساليب التوعية والتثقيف والتشخيص والارشاد والتحذير .

بعد مسيرتك الناجحة علمياً وعملياً ما هي  الخطوة التي تمثل طموحك في المستقبل  لتقديم خدمة أوسع واشمل للمحتاجين للعلاجات النفسية ؟

— دائما انا في بحث مستمر لتوسيع الخدمة المجتمعية ، وخصوصا  في مفهوم جديد وهو ان الخدمة النفسية يمكن ان يقدمها الطبيب دون تقديم مقابل مادي ، خدمة مجانية ابغي من ورائها  ابطال مفهوم المادة هي الاولى في  الحياة كرقم واحد ، وسوف يتم التركيز على الانسام كأثمن رأسمال في الحياة ، وهذا الطموح يحتاج الى افتتاح  مشروع  عيادة طبية متخصصة لتقديم خدمات مجانية لأكبر فئات مجتمعية ممكنة ، وخصوصا اولئك الذين لاقدرة لهم على الدفع المالي ، ومحرومون من هذه الخدمة رغم حاجتهم اليها ..لذا طموحي أن  افتتح مركزا  لهذا الغرض.

*- لكن هذا يحتاج الى دعم مادي مهم سواء من الحكومة او من الداعمين ، كيف تحول حلمك  الى حقيقة ؟

—  نعم اعترف ان المشروع مُكلف ويحتاج الى ايمانوحب اولا في خدمة الناس ، كما اني أعول على المساعدات الحكومية وبطرق خاصة ..  واظن  انني سأحقق هذا الهدف في المستقبل  ، لاني وضعت نصب عيني خدمة الناس وحبهم ومساعدتهم .

 

شارك مع أصدقائك