شيرين مجدي
مصر
غارِقَةٌ في الحُزْنِ
كما لو أني نايٌ ومصابٌ بصداعٍ
يسْمَعُ عَزْفَهُ مثل ضجيج نوافذ
لا تؤنِسُها إلا الريحُ
وأفرح مثل صنوبرةٍ
ولَدَتْها الصحراءُ
بشوكٍ كيلَا يقطفَها أحدٌ
تلك الصحراء حنونٌ
وتحاربُ عُقْمًا
تُنْبِتُ دون بذورٍ
تحْسَبُها الجَنَّةَ
وتُوَجِّهُ فلسفة للرَّمْل وتسأله
أكُنْتُمْ أزهارا صفراء
بحدائق يغفلها البستاني وذبلت
فأتَيْتُمْ لي رملًا
كي أُزْهِرَكم من عقمي الوَلَّادِ
وتستغرب هَجْرَ الطَّيرِ لها
تشتاق غِنَاءَ عَصَافيرٍ
دفء صِغَارٍ في العُشُّ
تشتاقُ حياةً في جنَّتِها
تتمشى في الغيم كأغنية صفراء فَيَظْمَا
فتظن الرملَ المتطايرَ أمطارا
تفرح كالأطفال
تمدُّ يديها للأعلى
كي يرقصَ غيم في راحتها
فيعود الرملُ المتطايرُ في ساحتها
فتراه بها واحاتٍ
تأتي الغربان تغني للصحراءِ:
صفارك مِثلُ تجاعيد عجوزٍ
واحَتُكِ كعَيْنِ امرأةٍ يملؤها الحزن
وطفلٍ يبحث عن كسرة خبزٍ
تبكي الصَّحْرَاء
تصير عواصفها كحنين الظمأى
فتَمُرُّ على الأطلالِ تُكَلِّمُها
لتُعَلِّمَها ألا تَحْلُمَ أو تَشْتَاق