برهان المفتي
…………….
لو نحسب عدد لجان التحقيق إللي سمعنا بيها من عشرين سنة راح نشوف إحنا بكل بكل يوم عدنا لجنة تحقيقية ومحققين وصرفيات بالمليارات… بس وين نتائج لجان التحقيق؟ ووين إجراءاتها.
چان المفروض هسة بكل مدينة عدنا معهد للتحقيقات مختص بتخريج محققين محترفين وبكفاءات باهرة في مختلف مجالات التحقيق، تحقيق قضائي أو جنائي أو مالي أو حتى تحقيق صحفي لتقصي الحقائق ومعرفة أصل كل مشكلة بطريقة صحافة محترمة وملتزمة، وچان المفروض نستفاد من كل هذا العدد الچبير من التحقيقات ونستثمره.
چان ممكن نسوي السياحة التحقيقية، نخلي السياح يجونا ويشوفون إنجازاتنا وخبراتنا في الكشف عن الفاسدين إللي يبوگون فلوس المتقاعدين ورواتب الموظفين ويزورون بطاقات الدفع الألكتروني، وخبراتنا في معرفة المجرمين إللي يحرگون قاعات الأعراس لو أقسام الولادات في المستشفيات لو يغرگون الناس بالعبّارات النهرية لو يوكلون الناس التبن بدال التمن، عدنا تشكيلة من المجرمين ماكو بأي مكان بالعالم، وتشكيلة من الحيل والخدع ممكن الأستديويهات العالمية تجي وتفصل منها عشرات سيناريوهات أفلام كوميديا وأكشن وأفلام دينية مبتكرة وحتى أفلام پللي ما ينلبس لا بيها ولا عليها لباس.
السياحة التحقيقية مهمة مثل السياحة الدينية والسياحة الشفائية (يعني سياح يجون للعلاج)، ممكن إحنا نصير رواد السياحة التحقيقية بالعالم، تجينا وفود مجاميع سياح من الشرطة في كل أنحاء العالم للإستفادة والاطلاع على خبراتنا في الكشف عن الجرائم ومعرفة الفاعل من نوعية دخان الحريق وإتجاه الدخان كان للشرق لو للغرب..لو يجونا قضاة تحقيقات عدلية أو ندرب صحفيين على شلون كتابة تحقيقات أستقصائية ونخرج صحفيين عالمين في هذا المجال ونخلي كل صحفيي العالم ورؤساء الصحف العالمية يدزونا وفود ندربهم لأن إحنا مركز التحقيقات بالعالم.. شتريد ويا نوع من التحقيقات ننطيك منها عرض خاص وبالسعر إللي يعجبك.
وهاي السياحة التحقيقية راح تصير بوري مال دولارات ما ينسد لأن دوم أكو جرائم وأكو فساد وأكو تحقيقات جديدة وأپديت للمراكز التحقيقية واللجان التحقيقية والسايح أبداً ما يمل ودوم عدنا شغلة جديدة نشوفها للسياح التحقيقيين… وممكن بكل وزارة تكون دائرة السياحة التحقيقية تدير خطط تنظيم الرحلات السياحية إللي تجي.. مثلاً وزارة الصحة عدها دائرة السياحة التحقيقية تستلم السياح إللي تحب الإطلاع على ملفات الفساد في وزارة الصحة ونقل هذه الخبرات إلى بلدانها لو مستشفياتها، أو وزارة الدفاع عدها دائرة السياحة التحقيقة تستلم الوفود والسياح إللي يجون يريدون يعرفون شلون معرفة عقود السلاح الفاسدة وشلون هي المفاوضات الوهمية، وسياح تهمهم معرفة الشهادات المزورة فهذولة يروحون لدئرة السياحة التحقيقية في وزارة التعليم العالي، وادئة السياحة التحقيقية في وزارة الكهرباء.. هاي يرادلها شبكة مواصلات وطيران خاصة حتى تستلم الوفود وتنظم رحلاتها لأنها كلش هواية، بس أهم الأفواج السياحية إللي راح تجي هي من ضمن نصيب دائرة السياحة التحقيقية في مفوضية الإنتخابات، لأن هاي المفوضية بيها أنواع نادرة من الملفات التحقيقية إللي تجذب السياح من كل الدول الديمقراطية والپرلمانات في العالم.
يعني بعد عشرين سنة لازم نستفاد من الفساد والصرفيات إللي صرفناها على لجان التحقيق ما قبضنا منها شي، هسة لازم نحول هذه الصرفيات إلى أستثمار يجينا منه عائد مالي ومليارات الدولارات، وكل يوم عدنا موضوع جديد ولجنة جديدة، هاي فعلاً سياحة مستدامة ووارد ما ينقطع.
السياحة التحقيقية طريقنا لكي ندهش العالم بخبراتنا وخيراتنا وأفكارنا الأبتكارية.. وطريقنا لكي نقود العالم حتى لو من باب الفساد.. ها يابه شلون هجوم معاكس!