الفنان التشكيلي زهير حسيب… نساء من حلم و ذكريات
عندما يسكُن الألم في مرايا الذات، وتتزاحم الصور في ذاكرة الفنان، تتكوّن المفردات من ضجيج الأمكنة والأزمنة وتتحد الألوان على تشكيل قماشة من زغب الغمام، فيرتفع مسرح المشاعر الإنسانية، للبوح بما يختزنه وجدان الفنان الشفيف، فتظهر على مرآة الروح نساء من حلم وذكريات من حنين، تعكس صورة الواقع الذي عايشه الفنان، وتسلّط الضوء على حياة المجتمعات البشرية التي عايشتها ريشته.
هذا ما نراه في أعمال الفنان السوري زهير حسيب الذي نستقرئ بيئة مجتمعه من خلال أعماله، والذي صوّب ريشته على معاناة الفلاحين، وسلّط الضوء على نساء سكنَّ في أعماقه ووجدانه.
نساء زهير حسيب يظهرن دائماً متّشحات بالألم المجبول بقسوة الحياة، بومضات فنية فيها الكثير من الجمالية والإبداع في التصوير…
على الرغم من هذه القسوة في الحياة والبيئة التي عايشها إلا أنه لا يرى غير الجمال الساكن في داخله وليس الجمال الظاهر على الأشياء، فإنه يرسم الجمال بريشة روحه التي تحتضن فرادة التصوير والمعنى على حدّ سواء…
لقد استطاع زهير حسيب من خلال بيئته القروية أن يستخرج كلّ معاني الحياة الأقرب إلى البساطة والحب والأعمق في الانسجام مع الطبيعة والاتحاد مع روح الأشياء.