دالغة – مدينة المنفوخين

شارك مع أصدقائك

Loading

برهان المفتي

…………………………

بمدينتنا الكل يعاني من الغازات والانتفاخ، وترى الكل كروشهم مثل البالونات، بكل الأعمار، نسوان ورياجيل… وحالة كلش عادية من واحد يمشي بالشارع ويطلع هوا للتنفيس المرحلي عن النفحة حتى لا يطگ، وهواء المدينة مشبع بهذه الأطلاقات العفوية إللي مدينتنا تجاوزت بيها شغلة العيب وما يصير.. الكل بس يحس بنفسه حاجة للأطلاق ما يتردد يطلق حتى لو واگف دقيقة .. الأطلاق عادة طبيعية في مدينتنا، وحتى أصوات تلك الأطلاقات تتداخل وما نعرف هذا الصوت من يا فتحة تنفيس لو منو صاحبه.

بس من يومين لو أسبوع أو شهر ما أعرف لأن كل أوقاتنا صارت تتشابه وما نحس بمرور اليوم لو مجيء الليل، أي طلع واحد وگال هو عنده وصفة لعلاج النفخة والغازات، شخص  يگول عنده خبرة بهيچ مواضيع والمسائل. هذا الواحد عنده صديق يسوي إعلانات، وصديقه اللاخ ما عنده شغل وعمل غير ينتقل من گهوة لگهوة ينقل منا لهنا شكو وماكو وكلشي وكلاشي..وهذولة الثلاثي صاروا فريق واحد عساس هم خلاص المدينة من النفخة إللي الكل يگولون سببها بكتيريا لو جرثومة موجودة بمعدة الكل بالمدينة، حتى بمعدة هذولة الثلاثي المضاد للنفخة وهالشي واضح من دورة كروشهم البالونية.

صار أبو الأعلانات يدگ إعلان علاج النفخة بكل مكان، حتى على بوب بيوت الناس والناس نايمة وما تدري، يفتحون الباب الصبح ويتفاجئون بچهرة معالج النفخة، بمجرد ما يشوفون صورته تصير عدهم حاجة للإطلاقوالتنفيس.. فيوگفون گدام الصورة ويطلقون طلقة طويلة مميزة صوت ورائحة، ثم يبدون يومهم.. وما ظل مكان بالمدينة ماكو بيه إعلان عن علاج النفخة.. وصار أبو الگهاوي ينقل أخبار ومعجزات عن علاج النفخة وشلون هو بعينه شاف فلان الفلاني دخل ببيت المعالج وطلع شايل بيده كيس مليان غازات أطلاقات كدليل على العلاج. بس في الحقيقة الفلان الفلاني ذاك هو هو بكرشه البالوني وصار أكثر واحد يطلق غازات بالمدينة بمعدلات قياسية.

هذولة الثلاثة صاروا مسيطرين على كلام الناس بالمدينة، ماكو جملة لو لجملتين أذا ما يجي طاريهم، قسم يؤمنون بمعجزات المعالج مع أن ولا واحد مجربه! وقسم يحلفون أن فلانة صارت بطنها مسح ولا عبالك بطن نانسي عجرم من أخذت علاج عد معالج النفخات، وقسم لاعنين هذولة الثلاثة بالسر بس من يصيرون گدام أبو الإعلانات لو أبو الگهاوي يبدلون ويصيرون مو بس مؤمنين لا بل يصيرون من دعاة هذولة الثلاثة ويبشرون بالخلاص من النفخة بفضل هذولة وأنهم هم مسقبل المدينة، علماً أن المعالج ما يشوفه إلا واحد ذو حظ عظيم وأهل المدينة كلهم من أصحاب الحظوظ الخايبة!

المدينة الآن داخلة بمود ومزاج الخلاص من النفخة، الصور والإعلانات بكل مكان.. بس إللي صار من يوم انتشرت إعلانات علاج النفخة أن الكل صار يعاني أكثر من قبل من الأنتفاخ والغازات، وهواء المدينة صار ملوث وما ينعاش إلا إذا واحد مشبع من هاي الغازات الفاسدة ورئته صايرة مثل الأسفنجة تستوعب المزيد، أما هذولة الثلاثة فأكو أخبار تگول رايحين مسوين عملية سحب الغازات برة، بس العملية ما نجحت، وكل واحد بيهم صاير نفاخة شكبرها بأقل چكة تطگ.

بينما الناس في المدينة هسة الكل شايلين دبابيس يچكون نفسهم لأن الأطلاقات ما عادت تكفي للتنفيس وما عادت تفيد ولازم بين أطلاق وأطلاق يچكون بطونهم حتى لا يطگون.. وأكو قسم من كثر الأطلاقات صاروا ما يسيطرون على خروجهم من فتحة التنفيس.. وذيچ هي گدام كل صورة للمعالج  زربة شكبرها

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *