حوار مع الروائي صبحي فحماوي

شارك مع أصدقائك

Loading

حوارحوار  – ألف ياء

حاوره عمر أبو الهيجاء

  • صبحي فحماوي في معظم أعماله الصادرة حتى الآن ، وهي: * أربع عشرة رواية هي:

1- رواية (عذبة) “طبعة ثالثة”- دار الفارابي – بيروت 2005- اتحاد الكتاب العرب- 2008

2- رواية (الحب في زمن العولمة) ط-1- صادرة عن دار الهلال – القاهرة- 2006-ط-2-

“ترجمت إلى الإسبانية” 2006 دار الهلال-القاهرة- دار الفارابي- بيروت- 2008

3-رواية (حرمتان ومحرم) طبعة ثانية-دار الفارابي- بيروت- 2010

4-رواية (قصة عشق كنعانية) دار الفارابي-2009- مكتبة الأسرة- عمان- 2022

5-رواية (الإسكندرية 2050) طبعة ثانية “ترجمت إلى الإنجليزية” 2009

6-رواية (الأرملة السوداء) ط 2-دار الهلال- القاهرة- 2011

7-رواية (على باب الهوى) صادرة عن- ط-1- 2014- دار الفارابي- بيروت- ط 2-الهيئة

المصرية للكتاب-2014-

8- رواية(سروال بلقيس) صادرة عن- مكتبة كل شيء الحيفاوية- 2014

9 -رواية (صديقتي اليهودية) صادرة عن- المؤسسة العربية للدراسات–بيروت.

10- رواية (قاع البلد) صادرة – 2018. مكتبة كل شيء- حيفا

.11- رواية (اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية) عن الدار الأهلية – بيروت- عمان.

12- رواية (حدائق شائكة) صادرة- الأهلية للطباعة والنشر 2021-بيروت- عمان.

13- رواية (هاني بعل الكنعاني) الدار الأهلية للطباعة والنشر- بيروت- عمان.2022

14- خنجر سليمان- الدار الأهلية للنشر-عمان- بيروت- 2023 ….وكذلك أعماله القصصية – 9 مجموعات قصصية- وسبع مسرحيات ومشاهد مسرحية، نال على واحدة منها جائزة الطيب صالح العالمية، وغيرها من الأعمال الأدبية، تجده يشتبك مع واقعه المأزوم، ويستحضر التاريخ، ويبني عليه رؤاه وفلسفته. أليس كذلك؟

  • فحماوي- لست أشتبك مع واقعي المأزوم، بل هو واقع أمتي العربية الصابرة، وقضيتها المركزية المدمّرة فلسطين.. فعندما أرى أن معظم دول العالم تصنع مصنوعاتها، وتزرع نباتاتها، وتصدر منتوجاتها، بينما نحن نشتري ونشتري ونشتري، أتساءل: لماذا  العرب بالذات، وذلك ما كتبته في روايتي “حرمتان ومحرم” : “لماذا لا نستطيع صناعة حتى إبرة خياطة أو مضخة مائية صغيرة تدفع الماء إلى سطح العمارة، مثل المضخات الإيطالية والصينية المعتبرة، بدل شراهتنا في الاستيراد والاستهلاك ؟ وما الذي يمنع صناعة الصواريخ المستوردة إلى بلادنا، بلاد مليارات المليارات ؟ ولماذا دخلت كل الدول المحيطة بنا؛ النادي النووي، ونحن لا نزال نذود عن حوضنا بسيوف يعلوها الصدأ؟” إنها مشاعر مواطن عربي يريد أن يتفاخر كأجداده  الذين قال أحدهم: إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ ، تخر له الجبابر ساجدينا” إن مأساتي هي مأساة الوطن العربي الذي يتمنى أن يكون، وقلب هذه المأساة العربية هي فلسطين المُختطَفة.
  • “خنجر سليمان” لماذا جاءت هذه الرواية في هذا الوقت بالذات؟
  • قد تكون مجريات هذه الرواية ، قمة من قمم المقاومة الشامية الغزاوية المصرية ضد الاحتلال الفرنسي.. وكان الأديب الكبير ماهر البطوطي- المقيم في نيويورك يكتب عن ذكرياته الأدبية في فرنسا، فطلبت منه أن يكتب لنا عن البطل سليمان الحلبي الذي قتل المجرم كليبر قائد الجيش الفرنسي، المحتل لمصر، فكتب لي: ” هذه مهمتك يا فحماوي، في رواية تكتبها،” فكتبتها. وذكرت ذلك للدكتورة إلهام الشرع، التي تختص أطروحة الدكتوراه، وكانت رسالة الماجستير لديها في روايات صبحي فحماوي، فقالت: لعلّ العنوان يكون: “خنجر سليمان” فكان كذلك.

قد تكون رواية “خنجر سليمان” ولدت بالصدفة، ولكنها تزامنت اليوم مع تقهقر الاستعمار الفرنسي بسرعة في إفريقيا، كما تقهقر نابليون على أبواب عكا ومصر، وذلك بمفعول مقاومة شديدة، وجرأة خنجر لطالب سوري أزهري اسمه سليمان الحلبي في قلب قائد  الاحتلال الفرنسي لمصر، وهو كليبر، مما أدى لانهيار جيش  فرنسا في مصر وبلاد الشام عامة.

  • رواية “خنجر سليمان” تحمل في متنها السردي الكثير من الوقائع والأحداث التاريخية منذ العام 1798 فهل تصنف رواية تأريخية تكشف عن عمق المعاناة الإنسانية التي أسقطتها ضمن رؤيتك على الحالة الفلسطينية؟
  • التأريخ هو كتابة التاريخ-من : أرّخَ ، يؤرخُ.- ولكن الرواية التاريخية هي رصد فني لأحداث التاريخ. وهذه الرواية ذكّرتنا بالذي مضى، وصورت بشاعة الاحتلال الفرنسي لبلادنا في مصر وبلاد الشام، ولكن بطريقة فنية دبّت الروح في شخصياتها الروائية، فصارت حية تسعى.
  • ألا ترى معي بُعدا قوميا في هذه الرواية تمثَّل في أبعادٍ مختلفةٍ، حيث عملت فيها على توثيق المكان وتوظيفه بتجلياته؟
  • هو وطن عربي واحد جسّدَتْهُ أدبياً “ألف ليلة وليلة” الرواية الأم، التي أوصلت أحداثها بغداد بالقاهرة بالإسكندرية بالشام، بالمغرب، بلا حدود، وبلا  تصاريح سفر، إذ كان ابن بطوطة يسافر من الشام إلى مكة إلى القاهرة إلى المغرب بدون جواز سفر، ولا تأشيرة دخول، حيث ضريحه الآن في طنجة، فصرنا نرضع الأدب العربي كوحدة واحدة، وذلك قبل أن يفرض علينا الاستعباد الاستعماري حدوداً جيتوية،  ختمها على وجوهنا، فسمعنا وأطعنا. ثم إن المكان هو الوعاء الذي تحيا فيه الأحداث وتتحرك وتتحدث وتحب وتتحارب وتعتدي ويُعتدى عليها، فلا أحداث روائية من دون مكان.
  • هل ثمة علاقة جدلية ما بين رواية “خنجر سليمان” وأعمال روائية سابقة لك؟
  • أعتقد أن لي مشروعاً روائياً يرسخ حيوات العروبة وقضاياها الوطنية، وآلامها وآمالها، ابتداءً منذ فجر التاريخ ، حيث كانت الكنعانية  (يم) الإلهة الأم، هي روح الحياة منذ نشأتها، حسب الأسطورة الكنعانية، وذلك واضح بالتفصيل في روايتي “قصة عشق كنعانية” وفي روايتي “هاني بعل الكنعاني” وفي روايتي “أخناتون ونيفرتيتي الكنعانية” حيث نقرأ حياتنا الأصلية، وكيف ابتدأت وعاشت الحرية والبراءة والطهر، وتطورت، إلى أن بدأت تواجه الأقوام المعتدية  الغريبة مثل الفايكنج الأوروبي المتمثل في الرجل الأبيض، كالإسكندر المكدوني والرومان، وغيرهم من القوى الطامعة الأخرى في خيرات وطننا العربي الكبير، وليس انتهاءً باحتلال نابليون لبلادنا الشامية المصرية، وتحريرها على يد البطل سليمان الحلبي، وبالطبع الشعب العربي المقاوم في مصر وبلاد الشام، وما تلاه من قذف يهودهم إلى بلادنا فلسطين ليعيثوا فيها قتلاً وتدميراً لكل شيء .
  • صبحي فحماوي يشتغل بعناية فائقة على شخوصه ويعمل على بناء حوارات تقترب من الحالة الإنسانية المعيشة؟
  • شخصيات الرواية هي الأعمدة الحاملة والمساندة، التي يقام عليها المعمار الروائي، وهي التي ينطبق عليها المثل القائل: “وكم رجل يمر بألف رجل، وكم رجل يمر بلا عِدَادِ” فهذه الشخصيالت الروائية الرئيسة، هي التي كل واحد منها يمر بألف رجل..لا بل إن شخصية رواية “هاني بعل الكنعاني” كانت تمر بمئات آلاف الرجال، إن لم نقل بملايين الرجال، ذلك لأن هزيمته في النهاية، قتلت وأذلت ملايين الرجال والنساء،  وأزالت شعوباً،  أو قل حضارة  كنعانية كانت تعتبر  البحر المتوسط بحيرة كنعانية، إلى أن انتصر الفايكنج  الروماني الأوروبي، فتحول اسمها إلى بحر الروم، ثم البحر المتوسط بين الروم والكنعانيين العرب. ولهذه الأسباب أجدني أهتم ببناء الشخصية الروائية، وإعطائها روح الحياة، وجعلها حية تسعى، تماماً كما دبت الحياة في الديناصورات في فيلم جيراسيك بارك، مستنسخة من خلية ديناصور محنّطة منذ ما قبل التاريخ.
  • النقد والإبداع، بعد مسيرة متميزة وحضور لافت محليا وعربيا، هل أنصفك النقد؟
  • لا شك أن القراءة النقدية هي توأم الكتابة الروائية، فالروائي والقارىء الناقد هما توأمان، كسكة حديد ثنائية القضبان، لا يمر قطار الرواية إلا على قضيبيهما. فلا قيمة لرواية لا يقرأها القراء، ولا يتحدثون عنها سواء كانوا مثقفين أو -نقاداً محترفين وهم قلة-.

وأما هل أنصفني النقاد، فأنا مدين لهم بالشكر والتقدير العميق، وأخص منهم من كتب الكتب  النقدية، سواء كانت كتب باحثين مثقفين ، أو كانت دراسات أكاديمية قُدِّمت فيها أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير، وهي التي صدرت في مختلف أقطار الوطن العربي، وكان لي من الهند حتى الآن ثلاث أطروحات دكتوراه، ومثلها من تركيا أربعة أخرى، وأما رسائل الماجستير فهي بما يزيد على ثلاثة وخمسين رسالة..كل الشكر وكل المحبة لطلابي الذين أصبحوا دكاترة بقراءة رواياتي.

  • الجوائز الأدبية.. حظيت أعمالك بالعديد من الجوائز كيف ترى مسألة الفوز، وما الذي تضيفه الجوائز للمبدع؟
  • لست أكتب كما يكتب البعض بهدف الحصول على جائزة، وأجدني في الحقيقة لا أتقن صيد جوائز كما يفعل البعض المتخصص بصيد الجوائز، من أي مصدر كان، فالحصول على جائزة يحتاج إلى مواصفات..إذا أردت أن تحصل على جائزة، عليك أن تسمع الكلام، وتقول آمين.. عليك كما يقول المثل المصري، أن (تُقَلِّب عيشك) وأنا لا أجيد تقليب العيش.. ثم إنك  إذا أردت الحصول على جائزة، فعليك أن تسير ضمن النهج الذي يريده الجهات المانحة، فالجهات المانحة لا تمنح إلا من يسمع الكلام ويسير على نهجها، وأنا أريد أن أسير على نهج صبحي فحماوي. هذا رغم أن معظم القراء لا يقرأون سوى روايات الجوائز، حتى معظم كبار النقاد منهم…ولا أعمم.
  • هل أنجز صبحي فحماوي ما يريد إبداعيا؟
  • أشعر أن رأسي مخزن كبير للروايات التي تتجمع فيه كبطارخ السمك… ولكن العمر لا يسمح بفقس كل بيض السمك.ولكن يبدو أن ملامح سلوكيات وأهداف شخصياتي الروائية قد أصبحت واضحة لدى الكثير من القراء والنقاد الأفاضل.

ما زلت أطمح لكتابة المزيد من الروايات، ولعلي أنجح في كتابة الرواية الخامسة عشرة  هذا العام.

شارك مع أصدقائك