غصة الندم !!

شارك مع أصدقائك

Loading

د. وفاء ابوهادي مستشارة إعلامية وكاتبة مدرب معتمد …

بعد أن غرس ذاك الخنجر المسموم في أعماق قلبها وتركها تنزفُ دون رحمة ودون إحساس بأي ذنب بل والأدهي من ذلك حالة التبلد التي تجسدت في عدم مبالاته وفي كم الأسئلة الغبية التي كان يوجهها لتلك المغدور بها رآها بعد برهةٍ من الزمن وهي في كامل سعادتها وضحكتها تعلو مُحياها وفرحة ذاك القلب مرسومة على كل تفاصيل وجهها وفي حركة يدها وفي أنفاسها ورمشة عينها … اقترب أكثر ليتاكد هل هذه هي ؟ أيُعقل أن تكون بهذه النضارة  وهذا الوجه الطفولي بتفاصيل أنثى من عالم آخر نعم إنها هي .. !! ولكنها لم تكن بمفردها لقد كان هناك سبب ضحكتها وارتواء ظمأ قلبها كان يمسك بيدها ويرسم حرفين في باطن كفها أخذ يتأمل كل تلك التفاصيل بِداً من نظراته المختلفة لها لمسكة يدها ولرشفته لقليل من فنحان قهوتها حتى يتأكد انها ليست ساخنة فتؤذيها تفاصيل كثيرة كان يراقبها في لحظاتٍ قليلة ومع تلك اللحظات كانت هي تسجل أجمل ما يسعدها صمم أن يستفسر عن هذا الذي رسم كل هذه السعادة وعن من جعلها تنساه واغتنم ذهابه لعربةٍ كانت بها نوع من أنواع الحلويات التي كانت تعشقها رمقها بنظرة حانية ولم ينتظر منها أي ردة فعل قام مسرعاً يركض ليلحق بتلك العربة وباغتها بسؤاله المعتوه : لم أصدق ما أراه ؟ ولم أصدق أنكِ أنتِ هذه؟ رفعت عينيها التي كانت تحدق في يديها حيث رسم حرفين من اسمها واسمه لصاحب الصوت وردت ماذا تقول؟ ومن أنت ؟ اتسعت عيناه لصدمته لسؤالها من أنا ؟ وهل نسيتي بهذه السرعة من أكون ؟ وقفت لتكون مقابل وجهه وقالت : من المؤكد أنك كنت ذكرى سيئة ولذلك نسيتك فعندما يأتي الفرح يُنسى الحزن وعندما نُرزق السعادة ننسى كل ماكان يعكر حياتنا صرخ بعصبيةٍ واضحة وقال : ولكنها خيانة..! ضحكت ضحكةً ساخرة وقالت : خيانة … من يتحدث عن الخيانة إنها وقاحة ٌ منك أن تتحدث عن الخيانة والإخلاص وكل ما يتعلق بالقيم فأنت بعيد عن كل ما ذكرت قاطعها : مهما يكون ليس بهذه السرعة تنسيني وتستبدلي غيري؟ نظرت إليه بحدة : لا يوجد شيء على الله بعسير يجبر القلوب ويعوضنا بأفضل مما خسرناه فما خسرناه كان رخيصاً لا يليق بقلوبنا الطاهرة ولا يجوز لنا التمسك به لانه هباءً منثور استشاط غضباً وأقترب أكثر وقال : لو كنتِ احببتني لما استطعني نسياني بهذه السرعة أجابت سريعاً: لا لم يكن حب أيها المعتوة إنما خطأ في حق نفسي فلو كان حباً لكان أثمر فيك واحترمت قوانين الحب وشكرت الله على نعمته طأطأ رأسه للأرض وقال بصوت مكسور : أرجوك ِ سنُصلح كل شيء.. أنا مستعد لأن أُكفر عن ذنبي وقبل أن تجيب حضر ذاك العوض الجميل وراه واقفاً معها فسألها مليكتي من هذا ؟ وماذا يريد ؟ ابتسمت له وأمسكت بيده وهي تأخذ تلك الحلوى إنه تائه يبحث عن مكان لا أعرفه دعنا منه فليس عندنا ما يفيد ضياعه واستمرت بضحكها مع سعادة العمر وظل يراقبها إلى أن اختفت ودمعة ندم ٍحارقة تتزاحم بمقلتيه لتنزل مخذولة على خده و تقع على الأرض التي كانت واقفة عليها فتذكر دموعها التي لطالما أغرقت خديها وسقطت على الأرض فابكتها مراراً وها هو يندم ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان وهاهو يجني ثمار زرعه وتعلم أن القلوب اذا وُجعت بحثت عن ما يخلصها من الوجع وإن خُذلت فستسعى لجبر كسرها وأنه لا يُعرف قيمة ثمن الشيء إلا عند فقده وخسارته والمشاعر الصادقة إن رحلت فلن تعود ابداً مهما قُدمت قرابين الإعتذارات والوعود …

شارك مع أصدقائك