الخطارون الخطرون … علي الإمارة  الحلقة التاسعة 

شارك مع أصدقائك

Loading

الخطارون الخطرون

علي الإمارة
الحلقة التاسعة
نعود الآن الى الخطار الخطِر ودوره في الوسط الادبي والثقافي وسندخل من موضوع علاقته بالقرار الثقافي واستقتاله من اجل ان يكون فاعلا في صنع هذا القرار .. لانه اذا ابتعد عن منطقة القرار سينسى ويتركه الوسط الادبي لان نصوصه وكتاباته غير جديرة بان تجلب النظر او الاهتمام .. لذلك يتشبث بكل ما لديه للبقاء في منطقة القرار الثقافي فهو مستعد ان يغدر ويفجر ويبيع شرف الكلمة والعهد من اجل يصل الى مبتغاه .. كما انه يحاول ان يجعل الوسط مستنقعا للصراعات لأنه يعيش في الفوضى وبيئة متصارعة غير منسجمة لأن صفاء المشهد وانسجام الوسط سيفضح وجود هذا الدخيل ويلفظه .. وان هذا الخطار يبدي للجهات المتصارعة والتي بالحقيقة هو سبب صراعها يبدي لها بانه معها والحقيقة هو ضد الجميع .. ولكن هو على اتصال مع الجميع لا يريد احدا ان ينساه فالرجل يفكر بالمسؤولية او الانتخابات دائما وضروري ان يرسل الى الجميع ورود محبة وجمال والحقيقة هي ورود حق يراد بها باطل .. والآن قد يسالني سائل او سائلة ان بعض هؤلاء الخطارين استطاع ان يجمع كتابا بما كتبه عنه بعض النقاد او غير النقاد ساقول له. نعم هذا بعض ما كان يطمح له من استقتاله في التواجد بمركز القرار كدعوات للمهرجانات وغيرها ولكني ارى ان كتابا كهذا كتاب مهم جدا وذلك لأنه- اي الكتاب- شاهد على الخراب الثقافي الذي وصلت له المرحلة بحيث استطاع خطار ان يجمع كتابا بالكتابات عنه .. كما تاتي اهمية هذا الكتاب عن ازدهار الخاطرة في هذه المرحلة حتى صارت يكتب عنها .. وان المقاييس الفنية للقصيدة قد التبست وضاعت وماعت عند البعض فحسب الخاطرة قصيدة .. ان هذا الكتاب من الاهمية بمكان بحيث يستطيع احد طلبة الدراسات العليا ان يأخذ به شهادة عليا عن الخراب الثقافي وتفاصيله وكيف يتأصل ويتطور ويصبح كالارضة في خشب الوسط الثقافي .. اذكر مرة ذهبنا الى مهرجان قبل اكثر من عشر سنوات واشترك معنا مسؤول ثقافي صاحب قرار ولكنه خطّار وجلب معه كتابا جمع فيه المكتوب عنه زاد على الاربعمائة صفحة وبطباعة انيقة وتجليد مذهب و راق ووزعه على كل المشتركين في المهرجان .. وحين انتهى المهرجان وخرج الضيوف من الفندق وركبوا السيارات لينطلقوا جاءنا احد عمال الفندق وهو يحمل نسخة من ذلك الكتاب وقال ( يمعودين وهذا الكتاب ما تريدونه غرفكم متروسة منه ) الحقيقة لقد اخطأنا نحن حين تركنا نسخ الكتاب في الغرف كان يجب ان نجلبها معنا ونتفحصها جيدا لنرى كيف جامل النقاد او غير النقاد الذين كتبوا عن هذا الخطار .. لأن الكتابة عن هكذا خطار سيطلعنا على حجم المازق الثقافي الذي نحن فيه .. هكذا كتاب شاهد على انحدار وتراجع ثقافة يجب عدم التفريط به هكذا كتاب يشير بقوة الى مواضع الخراب الثقافي .. انه كتاب مفيد جدا يجب ان لا يرمى به في الفنادق او الشوارع او في مزابل الادب .. الحقيقة اننا يجب ان نهتم بالرداءة وليس بالجودة فقط .. نتابع الرداءة ونتابع الاهتمام بها حتى نصل الى نقطة الخديعة التي مارستها معنا .. فنكتشف الاساليب التي مارستها هذه الرداءة لتزاحم الجودة او لتصل الى مناطق لا يجوز ان تصلها .. وبالقراءة الفاحصة سنكتشف هذه الاساليب سواء كانت فنية بطريقة التوليف او السرقة المبطنة او بطريقة الاسلوب الذي يتبعه الخطار فيمسك بتلابيب النقاد توسلا واغراء ومجاملة لجعل الذين يكتبون في النقد يكتبون عنه .. لانه كما قلنا في مركز القرار .. الحقيقة ان الرداءة تكافح من اجل الوصول اكثر مما تكافحه الجودة .. علينا ان نتعلم درسا من الرداءة ..! يتبع ..
Enter

You sent

Enter

الأديب علي

Seen by الأديب علي الامارة at 24 April 2023 at 22:29

 

شارك مع أصدقائك