ماذا تقرأ ( أسأل وأجيب ) ؟!
حسين الحجي/ سوريا
حقيقة تتنوع قراءاتي وأسعى دائمآ أن تكون ثقافتي شمولية ؛ لكن ماأهتم به يندرج في كل مايكون لصيق بإختصاصي في الفلسفة وذلك كوني مجاز في الفلسفة ولدي الشغف لتنمية إمكاناتي في هذا عبر حب الإطلاع على الأبحاث الكبرى التي تتناولها الفلسفة والإشكاليات التي ماتزال عالقة دون حل في تاريخ الفكر الفلسفي كقضايا الوجود والأخلاق وماهية الإنسان والروح ولمن الأسبقية للفكر أم المادة وغيرها من الطروحات الكبرى والمشاكل الفلسفية التي تجعلني أهتم بهذه القضايا التي تخص وجودنا فهي ضرورية لنعرف من نحن ؟ ولماذا وجدنا ؟ وكيف وجدنا ؟ وماهي مهمتنا في هذه الحياة ؟ فأشعر أنني بحضرة العلم كله في الفلسفة فهي أم العلوم بحق وهي الشجرة التي تحتوي على كل العلم وباقي العلوم هي الفروع وذلك وفقآ لتشبيه أحد الفلاسفة ؛ لكن هذا لا يعني أنني لأأقرأ سوى الفلسفة فلي أهتمامات بالشعر والأدب وبرز هذا منذ مراحل عمري المبكر فأذكر كانت البداية عندما استعرت في الثانوية من مكتبة المدرسة آنذاك ديوانآ لعمر بن أبي ربيعة وقمت بقراءته وانتقاء بعض من أشعاره الغزلية لأدونها في مذكراتي الخاصة والتي مازلت أرددها الى الآن ، وحينها كم شعرت بجمال ما قرأت من أشعار وماتركته من عذوبة في صدري، وتطور الأمر عندما بدأت بكتابة الشعر فتنوعت قراءاتي الشعرية وكثر إقتنائي لكتب الشعر والأدب فمن جبران إلى نزار إلى النجم الفارس في سماء الإبداع والجمال والرمز محمود درويش بالإضافة إلى الكاتبات المبدعات أحلام مستغانمي وغادة السمان فأصبح كل حبي لما يكتبون ويبدعون ولم أعد أرى سواهم في هذا الفضاء الأدبي الإبداعي مع كل إحترامي لكل المبدعين ؛ لكن بت أشعر أنهم يتكلمون بلساني فكل ماأود قوله ولا أستطيع أن أعبر عنه يأتي بلسان فصيح مبدع عبر أقلامهم التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الأدب والشعر والفكر ، ومايدفعني لتذوق الأدب والشعر هو شوقي لمعرفة وفهم خلجات روحي ونفسي فالشعر لحن جميل يهذب ذوق الإنسان وينمي ذائقته الجمالية ويجعله يرى الجمال في كل التفاصيل حتى التي تبدو ليست ذات أهمية عدا أنه يهذب نفسه ويبعث فيها الفرح والبهجة والسرور ، فكم من قصيد يضمد جراحنا ؟ وكم من خاطرة تترجم أحزاننا ؟ وكم من إحساس جميل لم نشعر بعذوبته وجماله لولا سلطان الشعر ؟ وكم من أبيات ألهمتنا الحكمة والصواب وغدت الدليل والمنهج في الحياة ؟ وكم من فخر لبس ثوب كلمات فطربنا لسماعه وثملنا من فخامة المقال ؟ فالشعر والأدب حاجة لاتقل أهمية عن باقي الحاجات الأساسية في حياتي، فكم أضيع وتجدني القصيدة ؟ وكم أتشرد وتأويني القافية ؟…. ونزوعي للأدب والشعر لايقل أهمية عن نزوعي للفكر الفلسفي فالجمع بين أصناف العلوم القيمة تلك يجعلني أوزان بين المنطق والعاطفة بين العقل والوجدان… لاأكتفي بالأدب والفلسفة وإنما أجنح للطب فهنالك حب الاكتشاف والإطلاع على كل ماهو جديد في الطب عبر الأبحاث والدراسات الطبية الجديدة أو أي بحث تخلله حالة فريدة لمريض ما ترأني أترك كل شيء وأنصت لهذا وأتذوقه بمتعة وتركيز فالثقافة الصحية ضرورية جدآ لتقدم البشرية فمن غير الممكن أن يتطور الفرد الجاهل بصحته والغير مهتم بها إلا أنه لي مأخذ على بعض المترجمين فكثيرآ مانجد أنه قد تلاشى المعنى الحقيقي لكل مايترجمون لذا لاأود قراءة كل ماترجم إلا أن يتبين لي براعة المترجم فهم يبرعون في قراءتنا فلم لانحسن قراءتهم وإنطلاقآ من حاجتنا العليا والماسة للثقافة كأفراد وشعوب أرى أننا يجب أن ننتقي الكتاب ونقرأ مايشبهنا من الداخل ويجذبنا لقراءته فالعناوين كثيرة وقد لايكفي العمر لقراءة كل شيء ومن جهة أخرى يجب على الكتاب أن يكونوا على دراية بأذواق وهموم وحاجات القراء عبر المحاكاة والدخول لأعماق أنفسهم فكما يعرف ويحدد المنتج حاجة المستهلك يجب الكاتب أن يراعي ويحدد ويؤلف ماينقص القارىء ، فالقارىء يجب أن يرى ضآلته في الكتاب فالعاشق مثلآ لايقرأ عن التاريخ ، لذا على الكاتب أن يعتني ويحترم ذائقة المتلقي وأن يتفهم إحتياجاته النفسية والإجتماعية والثقافية وميوله الخاصة وأن يكون واقعي ويبتعد عن الطرح الطوباوي وألا يتمسك في المثالية فالمثالية لاتحل مشاكلنا ، فالقارىء لايقتني كتاب معين دون سبب فهو حتمآ يعرف لماذا هو يقرأه ولغاية ما في قرارة نفسه فالإنسان ابن حاجته ولايمكن أن ينسلخ عنها …… #
Enter