حاوره
أحمد طايل..مصر.
مهاد
قلم ثائر..( هوشنك أوسى)
شاعرٌ سوري كردي، مقيم في بلجيكا، ويحمل جنسيتها، يكتب في حقول الصحافة والشعر والرواية. مهتم ومتخصص بالشأن الكردي والتركي. يكتب بالعربية والكردية. ترجمت مقالاته إلى اللغة التركية والانجليزية، ونشر في الكثير من الصحف العربية. أصدر حتى الآن عشرة دواوين شعر بالعربية والكردية منها:
* “إرتجالات الأزرق” 2004.
* “شجرة الخيالات الظامئة” 2006 باللغة الكردية.
* “الكلام الشهيد” 2009.
* “أثر الغزالة: من يوميات آيل”.. باللغة الكردية 2012.
* “قلائد النار الضالة: في مدائح القرابين” – 2016.
* “كأس السم: من يوميات مقاتلة مجهولة”. باللغة الكردية، 2017.
* “كمائن قاطع طريق” – 2018.
* “بعيني غراب عجوز” – 2020.
* “لا أزل إلاَّ صمتك” – 2020.
* “قرب جدار الله: تحت سماوات عشقكِ” باللغة الكردية – 2023
وفى الروايات:
* “وطأة اليقين، محنة السؤال وشهوة الخيال”، وهي الرواية الحائزة على جائزة كتارا، دورة عام 2017. وتمت ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وصدرت طبعتها المصرية عن دار إضاءات – فبراير 2024. وصدرت طبعتها الأوروبية عن دار الزمان السورية – 2024
* “حفلة أوهام مفتوحة” – 2018.
* “الأفغاني: سماوات قلقة” – 2020.
* “كأنّني لم أكن” – 2022.
* “بالوكالة عن الغيب: بالأصالة عن الكارثة” – 2023
وفي أعماله، تجد له تمايزًا وبصمة خاصة به، وتلقى صدى من القرّاء والمثقفين والنقاد على حد سواء.
* إذا أردنا أن نعيد الذاكرة إلى الرحلة الإنسانية والمهنية والإبداعية بكل محطاتها، ماذا لديك عنها تفصيلا؟
ــ ليس لدي ما أضيفه إلى حوارات سابقة، أجبتُ فيها عن أسئلة تشبه سؤالك هذا. صحيح أنَّ المرء لا يولد مجرمًا أو مبدعًا، إلا أنّ الصحيح أيضًا، أنّالظروفَ المحيطة به، تساهمُ في صناعتهِ وتقديمهِ إلى الحياة، بوصفهِ قيمةً من قيمِ الخير أو الشَّرِّ مضافةً إلى هذه الحياة. طفولتي كانت بائسة، شاركَ في صياغتها الفقرُ، اليُتمُ، الإعاقةُ، والضّغوطُ السّياسيّة. فقدتُ والدي وأنا في الرّابعة من عمري. لكن والدتي وجدّتي، عوضتاني حنانَ الأبِ وحِكمتَهُ. كانت أمِّي حين تغسل رأسي، تغنّي لي. حين تطبخُ لنا الفطورَ والغداءَ والعشاءَ، تحاول بشتى السُّبل، أن تجعل من تلك المائدة الفقرة، غنيّة، شهيّة. أذكر مرّة أنّها قالت: “أعددتُ لكم اليوم حساء العدس باللّحم، ستلتهمون أصابعكم معه”. لم نجد لحمًا في الحساء. سألناها: أيّن اللحم؟ فما كان منها إلاّ ممارسة المزيد من فنون الإقناع والردّ، بقليلٍ من المُزاح: “ذاب اللّحم في حُبِّ الحساء”. كنّا نعلم بأنّها تمزح، وتحاول إضافة بهارات الكلام إلى حسائها الفقير. وإذا ما تأفّفنا من الحساء، وأبدينا امتعاضنا، تقول: “إنْ لم تأكلوا بشهيّة، سيبكي الأكل، ويزعل منكم، ويخاصمكم ويحاسبكم. في يوم القيامة، سيفرشُ الأعورُ الدّجال سفرتَهُ العامرة بشتّى أصناف الأكل. ضعيفو الإيمان، سيهرولون إليها. بينما المؤمنون الخيّرون، سيصبرون، وسيغني لهم العدس كي يذهب عنهم الجوع، قبل دخولهم الجنّة”. بذلك الخيال الخصيب، وتلك الفنتازيا الرّهيبة، كانت أمّي تحاولُ تجميل الأكل وجعله أكثر استساغة واستمراءً لدى أطفالٍ لا يعرفون بعد ما هو الفقر، ولا يعلمون شيئًا عن ظلم الأقدار ومصاعب الحياة.
الطّفولةُ كانت المرحلة التأسيسيّة لي، وأتت المحطّات الأخرى، وبَنَت مداميكها عليها. أخذتُ الشّعر وحبّ الغناء من أمّي. وأخذتُ سَردَ القصصِ من جدّتي التي كانت تروي لنا قصصًا، على ضوء لمبة الجاز، آناء انقطاع الكهرباء.
كُنّا عائلة فقيرةً، ويحسدنا أطفال العوائل الغنيّة على ملابسنا المرتّبة المكويّة والأنيقة التي نذهب بها إلى المدرسة.
* النشأة الريفية والمناخ الحياتي مدى تأثيرها عليك حاليا وسابقا؟
لا يمكن الإحاطة بهذا السّؤال، بشكلٍ مُقتضب. لكن، الإسهاب أيضًا، ربّما يصيب القارئ بالملل. ولِدتُ وعِشتُ طفولتي ومراهقتي، في بلدة، هي أقرب إلى كونها قرية كبيرة جدًا. بناها الفرنسيون مدينةً في مطلع الثّلاثينات من القرن المنصرم، وتراجعت إلى كونها قرية كبيرة في الثّمانينات والتّسعينات، حين أغلقت فيها دور السّينما التي كانت موجودة في السّتينات والسّبعينات. وتراجعت عن طبائعها المدينيّة، عندما هاجر منها السّريان والأرمن والآشوريون إلى أوروبا وأمريكا. وبذلك خسرت المدينة الكثير من تنوّعها القومي، الدّيني، الاجتماعي والثّقافي. ومع ذلك، ساهمت بلدتي؛ “الدرباسيّة” بشوارعها، مدارسها، بيوتها، ناسها، في تكويني النّفسي، الثّقافي، والمعرفي.
أسرتنا؛ الكرديّة المسلمة، كانت ضمن الحيّ المسيحي. هذا التموضع، زاد من مورثات الاعتدال والليبراليّة لدي. المجتمع الكردي في سوريا، بالمُجمَل؛ معتدل وليبرالي، لا تطرّف فيهِ، سواء أكان على الضفّة الإسلاميّة أو اليساريّة. هذه التّفاصيل التي أذكرها لك الآن، كلّما تحدّثت عن بلدتي – مديني، وكأنّني اكتشفُ طبائعها وخصالها وتفاصيلها من جديد. لكنّني، لستُ من ذلك الصّنف المهووسِ بمدينتهِ، قريتهِ، بلدهِ. ويظهرُ ذلكَ في شِعري ونَثري. لا أحاولُ أسطرة مديني (الدرباسيّة) أو بلدي أو قومي (الكُرد). ولكنني فخور بالانتماء إلى هذه التفاصيل المهمّة التي تشكّل هويتي الإنسانيّة، القوميّة، الوطنيّة والثقافيّة. إذا أردتَ البحثَ عن “الدرباسية” في رواياتي وقصائدي، ستجدها، لكن ليس بكثرة، وكبؤرة مركزيّة، استراتيجيّة. لا أقول: إن مَن يفعلُ ذلك، على خطأ، وأنا على صواب، بل أسعى إلى رؤية مديني، وطني، قومي، ضمن هذا العالم، وهذه الحياة، وهذا المندمج الإنساني الأكثر رحابة. هذا ما إميلُ إليه، وأسعى نحوهُ. النّجاحُ أو الفشلُ في ذلك، فتلك مسألة أخرى.
* التعليم بكل مساراته، مدى مساهمته فى تكوينك الإنساني والفكري؟
ــ لم أنل حظّي من التّعليم إلاّ قليلا، نتيجة الظروف الاقتصاديّة والسّياسيّة والصّحّيّة البائسة التي مررتُ بها. أنا من عشرات ألوف الكُرد السّوريين الذين جرّدهم النّظام السّوري من الجنسيّة السّوريّة، لأسباب سياسيّة وعنصريّة. وعليه، كُنتُ محرومًا من الحقوق المدنيّة؛ التّوظيف، العَمل، التملّك، الانتخاب، التّرشّح…الخ. بالتالي، الشّهادة الجامعيّة والتحصيل العلمي، بقصد العمل والوظيفة، وجودها كعدمها. حصلتُ على الشّهادة الإعداديّة سنة 1992، بتقدير جيّد. حضّرت نفسي للتقدُّم إلى امتحانات الشّهادة الثّانويّة، لكن، لم أذهب. أخذتني رياحُ السّياسة، وكُتبُ اليسار، والشّعارت القوميّة الكرديّة في اتجاهها. وسوسَ لي خيالي السّياسي المراهق، أنّه يمكنني تحرير العالم من الفقر، الظّلم، الاستعمار، الاستبداد، الرّجعيّة، الرّأسماليّة والامبرياليّة. توهّمتُ أنّني قادرٌ على تحقيق العدالة الاجتماعيّة والاشتراكيّة ومحاكمةِ الظّالمين في كلّ مكان. جرفتني محبَّةُ الثّورات نحوها. وسرعان ما استيقظت على مدى ضعفي، وهشاشةَ وعبثيّةَ تلك الأفكار الرّومانسيّة الثّوريّة الحالمة، وقسوةَ الواقعِ وجنونه.
يمكنك اعتباري من التّجارب العِصاميّة، إنْ جاز التّعبير، التي لا تستند في ثقافتها ونتاجها، على تحصيل علميّ أكاديمي. شأني في ذلك شأنُ الكثيرين شرقًا وغربًا، عربًا، كُردًا، تركًا وعجمًا. ولَعمري أنَّ الموهبة لا تتأتّى من التّحصيل العلمي، وكذلك الثقافة. العالم الآن، باتَ يشتكي من منظوماتِ التربيّة والتّعليم والأكاديميا التي تفرّخ وتخرّج جهلةً ثقافيًّا. وليس كتاب “نظام التفاهة” للمفكّر الكندي آلان دونو، الوحيدُ الذي يشير إلى ذلك، بل كتابات كثيرة، تنحو هذا المنحى.
* اللبنة الأولى فى ولوجك عالم الكتابة، كيف بدأت؟ وعلى من قرأتها؟ وما مردودها عليك وعلى من سمعها منك؟
ــ اللّبنة الأولى كانت أغاني أمّي وحكايات جدّتي. ولو لم امتلك أمًّا تحبّ الغناء، رغم تواضع صوتها، وجدّةً تجيدُ سرد الحكايات، لربّما ما رأيتني أخطو خطوة واحدة في عالم الأدب. الآن، وأنا اقترب من نهاية العقد الخامس من عمري، أجدُ أنّ البذورَ أو الشّتلة الأولى لتجربتي تعودُ إلى مرحلة الطّفولة. كنتُ تلميذًا مُتفوّقًا؛ دائمًا الأوّل على زملائي في الفصل. أرسم، وأشارك في المعارض المدرسيّة. أُعدُّ مجلّةَ الحائط. أوّل حوار صحافي أجريته في حياتي، كان وأنا في الصّف الخامس الابتدائي، مع موظّف في مصلحة البريد، ونشرتُهُ في مجلّة الحائط المدرسيّة. أوّلُ جائزةٍ حصلتُ عليها كانت نتيجةَ نجاحي على مستوى مدارس محافظة الحسكة في مجال المسرح، ولسنتين متتاليتين. كنتُ أشارك في العروض المسرحيّة المدرسيّة، كبطل رئيس. وأقف على خشبة المسرح، عريفًا، أقرأ الشِّعر، وأقدّمُ الفقرات، في الحفلاتِ المدرسيّة. طفلٌ يواجه الجمهور، وهيبة المايكروفون، وأنوار الكشّافات السّاطعة. هكذا كنتُ، رغمَ أنفِ الفقرِ واليتمِ والإعاقةِ.
في مرحلةِ المراهقةِ، دخلت كتبُ اليسارِ حياتي، دخولَ الأفعى، بحلاوة ملمسها، طراوتها، لمعانها جلدها، ومعسولِ سمومها أيضًا. وبعد انتقالي إلى دمشق، أتت مرحلة الأدب، والتفرّغ النّسبي للكتابة. تلتها مرحلة العمل الصّحافي والكتابة الصّحافيّة. نشرتُ لي كبريات الصّحف العربيّة، كالحياة، المستقبل، السّفير، النّهار، السّياسة. في أثناء تلك الفترة، بدأت مرحلة قراءة كتب التّراث، إلى جانب أدب أمريكا اللاتينيّة، والآداب المترجمة، شعرًا ورواية.
كتبتُ في السّياسة كثيرًا، ولمّا أزل. كتبتُ النّقد التّشكيلي، النّقد السّينمائي، النّقد الأدبي، كتابات انطباعيّة، ثقافيّة، أزعم أنّها تمتلك قدرًا من الأدوات والأسانيد النّقديّة. اجتهدتُ، ولمّا أزل، اشتغلت على نفسي وتعبت. فإذا أصبت، فلي أجران، وإذا أخطأت، فلي أجر.
* لحظة المواجهة الأولى مع المثقفين من خلال قراءتك لنص ما من نصوصك، كيف استقبل؟ وهل كان حافزا إيجابيا أم سلبيا جعلك تتريث بخطواتك؟
ــ لم أعدْ أذكر ذلك الحدث. ما أوّدُ تأكيدهُ لك، أنّني تعبت حتّى وجدت لنفسي موطئ كلمة في الصّحافة العربيّة. تعبت حتّى وجدتُ لقصيدتي مكانًا، ضمن زحمة النّصوص. قصائدي الأولى تمّ رفضها. وهذا طبيعي، سواء أكانت لأسباب سياسيّة أو فنيّة. كانت نصوصًا ساذجة، بسيطة وسطحيّة. شيءٌ يشبه التمرّن على الكتابة. لكن، لم ينل ذلك من عنادي وصبري، بل زادني الأمرُ سعيًا نحو الاجتهادِ ومحاولةِ تجاوز تلك النّصوصِ المتواضعة. كذلك نصّي الرّوائي الأوّل “وطأة اليقين” جرى رفضه، وتجاهلهُ من دور نشر كثيرة. لحين تبنّي دار “سؤال” اللبنانيّة مخطوط الرّواية، وطباعتها على نفقتها، ورهان الدار على ذلك العمل الرّوائي، ومشاركتها به، في جائزة كتارا، وفوزِ الرّواية بالجائزة سنة 2017.
بمعنى؛ السّيرُ في حقول الكتابة الصّحافيّة، الشّعريّة والرّوائيّة، لم يكن معبّدًا ومفروشًا بالورد.
* من المؤكد أنك بدأت بكتابة الشعر، هل أنت من أنصار أن الشعر هو بوابة العبور لكتابة أجناس أدبية أخرى؟
ــ علينا سؤالُ أرسطو: لماذا كتبت “فنّ الشّعر”؟ علينا سؤال هوميروس: لماذا كتب “الإلياذة”؟ وسؤالَ السّومريين: لماذا دوّنوا ملحمة جلجاميش في قالب شعري؟ علينا سؤال رجال الدين اليهودي، المسيحي والإسلامي…، لماذا وكيف تسرّب الشّعر إلى النّصوص المقدّسة؟ لذا، أجدني أكثر ميلاً إلى اعتبار أنّه في البداية كان الشّعر. وبالتّالي، مبتدأ الأدبِ شعرٌ، وخبرهُ أيضًا. وما بينهما، يأتي المسرح، القصّة والرّواية.
* حدثنا عن قراءاتك الأولى، وهل كانت لها توجهات لاختيار نوعية كتاباتك؟
ــ ذكرت لك؛ إنَّ البداية كانت مع كتبِ اليسار؛ سياسة وأدب. أدب الواقعيّة الاشتراكيّة، ذي النّزوعِ الوعظي التّوجيهي الإرشادي. كذلك، بدايات القراءات الشّعريّة كانت مع نزار قبّاني، ثمّ التوجّه نحو محمود درويش، وبعده أدونيس، سليم بركات، أنسي الحاج، بلند الحيدري، البياتي، السّيّاب، صلاح عبدالصبور، أمل دنقل…الخ.
كل محطّة في أيّة تجربة ما، لها اختياراتها، تبعًا للميل الأدبي أو الإيديولوجي والسّياسي. بخاصّة في المرحلة التأسيسيّة. إجمالاً، قراءاتي الأولى والمتأخّرة، وما بينهما، لكلٍّ منها مذاقها وتأثيرها عليّ.
* كتبت الشعر والرواية والمقال، أيا منهم هو الأقرب إليك؟
ــ الشِّعر طبعًا.
* النقد ودوره فى حياتك، ماذا عنه؟
ــ الكتابة، من ألِفِها إلى يائها، ومِن بابها إلى محاربها، هي موقفٌ نقديٌّ من الحياةِ، الموتِ، الوجودِ، العدمِ، الأفكارِ، العقائدِ…، الأمكنةِ والأزمنةِ، الأوطانِ والمهاجرِ. الأديب؛ كائنٌ نقدي بالضّرورة، حتّى لو لم يفصح عن ذلك. كتبتُ النّقد السّياسي، في مقالات الرّأي. وكتبتُ النّقد الثّقافي، الانطباعي، السّينمائي، التّشكيلي والأدبي. ومع ذلك، لم أدَّعِ يومًا أنّني ناقد، بالفهم الأكاديمي للصّفة. نقدُ الشّيء، نصًّا، شخصًا، نظامًا…، هو منحه قيمتهُ، أن نزنَهُ بميزان العقل أوّلاً، ثمّ العواطف. وعليه، النّقد قيمة. يفترض ألاّ نبخسَ الأعمالَ والأفعالَ حقّها، بطريق النقد، ولا نمنحها أكثر مما تستحقّ، عبر النّقد.
مقام النّقد في حياتي، هو مقامُ المُعلّم الذي أتعلّم منه، وأحرّكُ لديه الأسئلة، وأحرّضهُ على تطويرِ أدواتهِ، عبرَ ما أطرحهُ من أفكارٍ وتجاربَ، ضمن نصوصي الأدبيّة.
* ما طقوسك الكتابية، وما المعايير والأهداف التي تكون أمامك حال الكتابة؟
ــ لا طقوسَ لدي. الهدوءُ، ثمّ الهدوءُ… الذي يتخّلله موسيقى خفيضة جدًّا. المعيار، أنّ أكونَ راضيًا عن النّصّ، في الحدّ الأدنى. والهدف؛ أنّ أقدّم نصًّا ينطوي على قدر من الاختلاف، ويحاولُ الحركةَ ضمن منطقة الاستثناء.
* كيف ترى المشهد الثقافى العربى؟ وكيف تستشرف غد الثقافة العربية؟
ــ نتحدّث كثيرًا عن الفسادِ والإفسادِ في العالم العربي. وهذه ظاهرة قديمة. كلُّ سلطةٍ أو نظامٍ سياسي له كَتَبَتَهُ، مَدَّاحوه، إمّعاته، المنتفعون والمتكسّبون منه. راهنُ الثّقافة في العالم العربي، هو نتيجة طبيعيّة لماضيه. لكن، دائمًا هناك أمل. الأمل ليس في أن يعتدلَ الحالُ المائلُ، بل في ألاَّ تسقطَ الحالُ وتتمرّغَ في المزيدِ مِن الحضيض. في كلّ الأمكنة والأزمنة، دائمًا كان وسيبقى الإبداع قليلاً. وقلّة الإبداع وندرتهُ، يؤكِّدُ غلاءهُ. ولو طفحَ الإبداع، لفقد كُنهَهُ وكينوتهُ ومبرَّر وجودهِ. كذلك النّقد، الحقيقي الجاد والمنتج لقيم المعرفة والجمال، الذي يقول للزّيف والتفاهة: هذا زيف وتفاهة، من دون مواربة أو تحايل أو محاباة. هذا الصّنف مِن النّقد، في كلِّ الأمكنةِ والأزمنةِ، كان نادرًا وقليلاً. وندرتُهُ تجعلهُ أثمن من الماسِ والذَّهب. سيبقى الحال على ما هو عليه، كما كان؛ الإبداع قليل، ونفيس، وكذلك النّقد. سيبقى الحال على ما هو عليه؛ سترى الفاسدَ والمختلسَ والكاتب البلطجي والأمنجي هو الذي يتحكّم ويتصدّر المشهد. وسيبقى النّقد والإبداع الحقيقييَن، شأنهما شأن بطل قصّة “الملك عاريًا” للكاتب الدنماركي هانس أندرسون، ذلك الطّفل الذي أطلق ضحكته السّاخرة وصرخ، وسط تهليل الحشود وقال: “إنَّ الملكَ عارٍ.. إنَّ الملكَ عارٍ”.
* حينما تكتب، لمن توجه كتاباتك لك أو للآخر أم عن الآخر؟
ــ صحيح أنّ الكتابة، في إحدى أوجهها “شكلٌ من أشكال المعالجة والتداوي” الذاتي، إلاَّ أنّ الصّحيح أيضًا أنّنا نكتب للآخر. الآخر الحقيقي، والافتراضي. نكتبُ عن أنفسنا وعن الآخر، للآخر. قلتها في حوارات سابقة: “الشِّعر؛ فنُّ الأنا. بينما القصّة والرّواية هي فنُّ الأنا + الـ نحن، الـ أنت، الـ هو/هي…،”. مَن دونِ الآخر، أنا وكتاباتي؛ لا شيء.
* كيف يمكن لنا أن نكون على قدم وساق مع الثقافات الغربية؟
ــ صعبٌ جِدًّا، إن لم يكن مستحيلاً. لأسباب يطول شرحها. دعكَ من أهازيج ومحاولات شيطنة الثّقافة الغربيّة، وتسخيفها وتتفيهها. ودعكَ من كلّ محاولاتِ الانبهار بها، بطريقةٍ ساذجةٍ وسطحيّةٍ. الثّقافةُ الغربيّة كي نصل إليها، ونجاريها، عليها أن تتوقّف أو أن تراوحَ مكانها. وفي الوقتِ عينه، علينا خلق قفزة كونيّة، عبر إزالة كلّ معوّقات ومعطّلات النّهوض الثّقافي، التّنويري، على كافّة الأصعدة. نحن نعيش في واقع، ما تزالُ الكلمة والرّأي والكتابُ والكاتبُ، يتعرّضون للمنع والحظر والمحاكمة. نحن محكومون بسلطاتٍ دينيّةٍ، قوميّةٍ، طائفيّةٍ، مناطقيّةٍ، جنسيّةٍ… مهولة ورهيبة ومرعبة. وسط حلقاتِ الضّغطِ هذه، تسألني عن كيفيّة مجازات الثقافة الغربيّة؟!
* غياب الترجمة بشكل كبير من العربية إلى اللغات الأخرى وتأثيرها على غياب الثقافة العربية عن المشهد العالمي، وكيفية علاج هذا الخلل ومن المسئول؟
ــ قيلَ الكثيرُ في هذا الموضوع. عُقِدَت مُؤتمرات. صَدرت مؤلّفات. صُرِفَت الكثير من الأموالِ الطّائلة. لا يخلو برنامج أيُّ معرضٍ من معارضِ الكتاب في العالم العربي من ندوة أو ندوتين حول هذا الموضوع. والحال على ما هو عليه. وتريد منّي أن أجيبك على هذا السّؤال، وأكرر ما قيل؟ ومن المسؤول؟ ولماذا؟ والحلول؟
* لكل كاتب إتكاءات معينة يتكئ عليها بكتاباته، من هى لديك؟
ــ أتّكئ على خيالي، لغتي، تجاربي، قراءاتي، مشاهداتي. حين أقرأ نصًّا شعريًّا أو روائيًّا، ولا يعجبني، أتعلَّم من هفواتهِ وأخطائهِ. وبديهي؛ أنّني أتعلّمُ من النّصوصِ التي تعجبني أيضًا. القراءةُ إحدى أساتذتي في الحياة والكتابة. الحمدُ لله على نعمة القراءة.
* هل للكتابة الصحفية تأثيرات على كتاباتك الأدبية شعرًا ورواية؟
ــ طبعًا، ممّا لا شكّ فيه. تأثيرات لغويّة إيجابيّة تتعلّق بالتّحرير، والتّحسّب والتّحوّط من عدم السّقوط في التّكرار والحشو والشّحوم والدّهون اللّغويّة الفائضة التي تثقل كاهل النصّ، وتجعلهُ مُترهِّلاً.
* الجوائز الأدبية، هل هى بالفعل توجه لمستحقيها؟
ــ بنسبة 50% نعم، وبنسبة 50% لا. أنا ضدّ شيطنة أو أبلسة الجوائز الأدبيّة بالمطلق، وضدّ تنزيهها بالمطلق. هل تعلم كميّة المستفيدين من الجوائز الأدبيّة؟ عَدِّدْ على أصابعك: المؤلّف، النّاقد/ة (المُحَكِّم) في لجان التّحكيم. النّاشر/ة. الصّحافي/ة الذي يحرّر خبرًا أو يجري حوارًا مع المُرشّح أو الفائز. المصوّر….، وهكذا دواليك، وصولاً إلى العامل في المطبعة. يعني، الأمرُ غير مُقتصر على الكاتب/ة والنّاشر. زد على هذا وذاك، بالله عليك؛ هل تظنّ أنّ الكاتب في الشّرق الأوسط يعيش من مبيعات كُتبه؟ الفرصةُ اليتيمةُ الوحيدةُ المتاحة أمام أيّ كاتب/ة هو الترشّح لجائزة أدبيّة. معطوفًا على ما سبق، حيتانُ النّشر، في العالم العربي، وديناصورات الكتابة من الكُتَّاب المشهورين المُحققين المُكرّسين، لا يتيحون المجال أمام المواهب الشّابة، إلاَّ مَن رحمَ ربُّكَ. الفرصة الوحيدة واليتيمة أمام أيّ كاتب/ة شاب، هو المشاركة في جائزة أدبيّة. وهنا، لا أعمّم. هناك كُتّاب كبار، دأبهم الأخذ بيد الكُتّاب الشّباب وتقديمهم ودعمهم.
* حينما فزت بجائزة كتارا عن روايتك ( وطأة اليقين), هل راودك الإحساس أنك وصلت إلى مبتغاك بالتواجد على منصات التتويج أم ألقت عليك مسوؤلية السعي للتواجد على منصات تتويجية أكبر عربيا وعالميا؟
ــ لا طبعًا. الجائزة أفادتني كثيرًا، ماديًّا ومعنويًّا. جعلتني في عداد الكُتّاب المُحقّقين، بعد أن كُنتُ معروفًا في الوسطِ الصّحافي ككاتب مقالات رأي سياسيّة، وكشاعر. مبتغاي ليس الفوز بالجوائز. وإذا أتت، فأنا أرحّب بها كضيف عزيز ومحترم في تجربتي. من حقّ كلّ كاتب/ة السّعي نحو تكريم نتاجه الأدبي. كثيرون وكثيرات، أعرفهم/ن، يظهرون التّأفف والتّعفّف من الجوائز الأدبيّة، يهاجمونها تصريحًا أو تلميحًا، ويشاركون فيها من تحت الطّاولة. “خلِّ الطّابق مستورًا” كما يُقال في الدّارجة. هؤلاء الذين يهاجمون الجوائز الأدبيّة يعولّون على صبر وأناة منظّمي الجوائز الأدبيّة وعدم كشفهم الإيميلات والمراسلات التي تصلهم. وإلاَّ، لطفت على السّطح، قصص وفضائح، تشيبُ لها الولدان.
* مدى أقاربك مع الثقافات الغربية، قارئا وكاتبا وصحافيا؟
ــ لدي نشاط متواضع على الأراضي البلجيكيّة. أنا أحاول. مدّة تواجدي في بلجيكا لم تتجاوز العقد والنّصف. لا أودّ تقديم صورة مبالغ فيها عن نفسي في بلجيكا، كما يفعلُ البعض من الأدباء والكُتّاب العرب. البعض من هؤلاء يعيشون خديعتين. الأولى، يحاولُ البعضُ أن يعطي انطباعًا للأوساط الأوروبيّة أنّه كاتب معروف ومشهور في بلادهِ والعالم العربي. وعلى الضّفة الأخرى، يعطي انطباعًا للأوساط الثقافيّة العربيّة أنّه كاتب مشهورٌ ومُحققٌ وكبيرٌ ومُزلزِل في الأوساط الأوروبيّة. والكارثة هنا، أنّ هاتين الخدعتين أو الخديعتين، تنطليان وتمرقان على الضفّتين؛ العربيّة والأوروبيّة. ذلك أنّ الأوساط الأوروبيّة، ليست في وراد إجراء تحرٍّ دقيق وموضوعي وأمين عن مزاعم ذلك الكاتب المدّعي. والأوساط العربيّة، لا تكلّف نفسها مشقّة التحرّي والتقصّي عن ادعاءات الكاتب “المَهجَري” الذي هو في الأصل، “مِجهري” في أوروبا.
شخصيًّا، قلَّما أتحدَّثُ عن نشاطي الثّقافي في بلجيكا. فأنا عضو في نادي القلم البلجيكي (PEN Vlaanderen)، وشاركت في أمسيات أدبيّة عديدة داخل بلجيكا، شارك فيها أدباء وشعراء بلجيك وعرب، وشاركت في معرض مدينة آنتويربن للكتاب، وفي مهرجان “باسا بورتا” الدولي في بروكسل. كما شاركتُ في نشاطات أدبيّة في مدن بلجيكيّة عدّة، منها: آنتويربن، غينت، بروج، أوستند، هاسلت، بروكسل، شارلروا، تينن، في مدن هولنديّة وألمانيّة أيضًا. أبعد من ذلك، مركز الشِّعر في بلجيكا (Poëziecentrum) وبالتّعاون مع نادي القلم البلجيكي، قام بطباعة ونشر ديوان شعر، يضم مجموعة من قصائدي مترجمةً إلى اللّغة الهولنديّة، وجرى توقيع الدّيوان في أكبر مركز ثقافي بمدينة “أوستند” وسط حضور أكثر من مئتي شخص. ما ذكرته لك، موثّق على شبكة الانترنت. هذه التّفاصيل، أعتبرها عابرة، ولا أتحدّث عنها، لئلا يفهم من كلامي أنّني أسوّق لنفسي في العالم العربي.
زدْ على ذلك، ثمّة مرضٌ بات يشيع ويتفشّى في الأوساط الثقافيّة سواء في العالم العربي أو المهاجر الأوروبيّة، وهو هوس الـ” Dr”! هناك من يتحصّلون على شهادات ماستر ودكتوراه وهميّة مزيّفة، من جامعات وأكاديميّات وهميّة غير معترف بها في البلدان الأوروبيّة، ويقدّمون أنفسهم في الملتقيات والمعارض والمهرجانات العربيّة بـ “الدكتور” فلان العلاني! هكذا، تنطلي اللعبة. وبات صعبًا جدًّا إيقاف هذا الوباء.
* الملتقيات والصالونات والفعاليات ومعارض الكتب هل لها تأثيرات كبيرة على عالم الثقافة؟
ــ طبعًا. وإذا لم يكن لها تأثير، ما الجدوى من استمرار عقدها. هي فرصة ومتنفّس لعرض الأفكار والكتب والتّجارب، ولتأسيس علاقات أو صداقات.
مع وجود واستمرار المشاكل التقليديّة؛ الشّلليّة، شكوى دور النّشر من ضعف القوّة الشّرائيّة، وشكوى المستهلك ــ القارئ من غلاء أسعار الكتب…، تبقى هذه النّشاطات شديدة الأهميّة بالنسبة للجميع: الكاتب، النّاشر، القارئ، الصّحافي، النّاقد…
* من الذى يؤثر على الآخر، السياسة ام الثقافة، والأصح من وجهة نظرك؟
ــ السّياسة هي التي تقود الثّقافة. ليس فقط في العالم العربي، بل في العالم أجمع. قلتّها في مناسباتٍ سابقةٍ وأكرّر: متى ما وجدتَ الأخبار الثّقافيّة هي التي تتصدّر النّشرات الإخباريّة، والصّفحات الأولى للجرائد والمجلاّت، اعرفْ أنَّ الثّقافة باتت تقود السّياسة والمجتمع والدولة والعالم. المثقف الإمّعة، أو المشعوذ الثّقافي، هو أكثر خطرًا على المجتمع من السّياسي الفاسد المستبدّ، لأنّهُ يبرِّرُ للسّياسي قبائحهُ وفسادهُ واستبدادهُ.
* هل ترى أن المشهد النقدى يقوم بدوره الارشادى والنقدى الموضوعى كما يجب أن يكون؟
ــ نعم. لكن، كما قلت لك سابقًا: النّقد الحقيقي الأصيل الموضوعي المُنحاز للإبداع، قليل جدًّا في حياتنا. من دون نسيان أنّ النّقد ليس مُرشدًا أو موجّهًا تربويًّا، أو واعظًا، يعتلي منبرًا ما. النّقد مِن دونِ أن يوقِعَ نفسه في شِركِ الوعظ والإرشاد، ويحوّل الدّراسة أو البحث النّقديين إلى قاعة محاضرة أو فصل مدرسي…، نرى الأديب والقارئ مستفيدًا منه. النّقدُ الحقيقي، يمتلكُ عين قاضي تحقيق النّصوص، وعين البستاني الضّليع في أنواع الزّهور وتقليم الأشجار، وذائقةَ خبير في أصناف العسل. ولا يمارس الاجتهاد التّعسُّفي بأن ينسبَ للنصِّ ما ليسَ له، أو أن يجرِّدَ النّصَّ ما يمتلكهُ من خصالٍ وقيم.
* ما مدى طموحك الأدبى لديك؟
ــ هو نفسهُ، طموحُ أيّ كاتبٍ، مهما حقّق من النّجاح، يرى نفسهُ مُبتدئًا، يقفُ على خطّ البداية.
* ما رأيك بمسألة المجايلة الأدبية؟ وإلى أى جيل كنت تود الإنتماء؟
ــ أنا ابنُ لحظتي. ابنُ جيلي. حيثما تضعني لحظتي، أكون. لا أحبُّ أن أكون ماضويًّا، أو شخصًا قادمًا من المستقبل.
* ما العمل الذى كتبة آخرون وتمنيت أن تكون أنت كاتبة؟
ــ لم تخطر في بالي هذه فكرة أو هكذا رغبة، على الإطلاق. كلّ ما كتبتهُ وسأكتبهُ، هو جزءٌ مما أمكنني قولهُ في هذه الحياة القصيرة.
* ما مشروعك الأدبى القادم، وماذا عن رسائلك من خلاله؟
اشتغلُ على رواية، وأحاولُ أن أنفض يدي منها قريبًا. الرّسائل التي أوّد قولها، سأتركُ الرّوايةَ تتكفّل بقولها. وهي مجموعة أفكار، وليست رسائل، أقولها في كلّ عمل أدبيّ أكتبي. نصوصي الشّعريّة والرّوائيّة، هي رسائلي وسعاةُ البريدِ الذين ينقلون للقارئ ما وددتُ قوله.
* مشروع أدبى شعرا أو رواية هو حلم لك أن يظهر للنور؟
ــ غالبًا، الكتابة؛ شعرًا أو نثرًا، تُقلّص من مساحة الأحلام لدي. ليست لدي أحلام كبرى. حلمي الوحيد؛ أن أغادرَ الحياةَ، وأنا أكتبُ أو أقرأ.
* متى يتوقف الكاتب والمبدع عن الكتابة؟ وهل للكاتب عمر افتراضى؟
ــ حينَ يكرِّرُ نفسهُ، ولم يعدْ لديهِ ما يضيفهُ إلى تجربتهِ، بالمعنى الإبداعي للإضافة. المُراوحة في المكان، واجترارُ الذّات، موتٌ غير معلن للكاتب.
* الإقامة ببلجيكا لسنوات أظنها طويلة، ما تأثيراتها على كتاباتك؟
ــ هي ليست سنوات طويلة. عقد ونصف تقريبًا. أضافت إليَّ الكثير. أنا مَدينٌ لبلجيكا بأشياءَ كثيرةٍ، أبرزُها؛ الحريّة، الأمان، الاستقرار، الحياة الكريمة. ناهيكَ على الصّعيد الجمالي، والإبداعي. أوّل عمل روائي لي “وطأة اليقين”، أهديتهُ إلى مدينة أوستند التي أسكنها، والطّبعة المصريّة التي صدرت مؤخّرًا عن دار إضاءات، أهديتها لمدينة القاهرة التي أحبُّها أيضًا.
* “إننا نعيش فوضى الخواء وخواء الفوضى، الكلام يخون معانيه ومقاصده، والمعاني تخون الكلام، كل شيء يخون أى شيء، وأي شيء يخون كل شيء. بتنا لسان حال الخيانات”، هل قصدت من هذا القول الحال الذى وصل إليه العربي تحديدا أم هو حال العالم جميعه؟
ــ هذا مقتبس من روايتي “وطأة اليقين” قلتُهُ على لسان سياسي سوري معارض، وصل إلى حالة اليأس والقنوط المطلق، حيال حدوث إصلاح أو تغيير في سوريا. وينسحبُ الأمرُ على واقع الشّرق الأوسط والعالم العربي، والعالم أيضًا. والأدلّة على هذا الكلام، واقع الحال والأحوالِ التي تعيشها بلداننا والعالم.
* أخيراً إن أردنا أن نضع عنوان عن.. هوشنك أوسي، ماذا يكون؟
ــ إنسانٌ أوطانُهُ كثيرةٌ؛ تبدأُ بالشِّعر، ولا تنتهي بالرّواية. بلادُ الحبُّ أوطانهُ، ونصوصُهُ؛ أكفانهُ ومراقدهُ.