الإبحار حول الكرة الأرضية … شعر: براين تيرنر ترجمة: سهيل نجم

شارك مع أصدقائك

Loading

الإبحار حول الكرة الأرضية

… دعهم يبحرون إلى الأبد

شعر: براين تيرنر

ترجمة: سهيل نجم

 

في عام 1819، كانت تمسك بمنحوتة من سن الحوت

حين رفعت السفينة إسيكس[i] المرساة وانطلقت من نانتوكيت. كان حبيبها

على حبال الأشرعة المؤدية إلى المنصة العالية، يلوِّح مودعاً.

 

لن تراه حياً مرة أخرى ، ذلك شيء عرفته بطريقة ما ،

يداها ترتجفان بما يمكن أن يفعله الحب فينا ،

وقد بدأت للتو في تعلم ما يمكن أن يفعله بمرور السنين.

 

قالت له  أحبك مع اختفاء إسيكس عن الأنظار تماماً –

وحملت الريح هذه الكلمة، في دوران الأرض ،

كلمتها ترتفع وتنخفض في ثنائية مع مياه المحيط الزرقاء،

 

ثم ارتفعت في التيار الصاعد الحراري، وسقطت مع المطر، وتجولت

عبر عقود طويلة، في شوارع طنجة، وميناء موسبي،

ومدينة بنما، لتدور حول رأس الرجاء الصالح، وممر دريك؛

 

هيكل المرأة العظمي تحت الأرض منذ زمن طويل ومع ذلك تستمر كلمتها

عبر بساتين التفاح، وعبر التمايل الذهبي للقمح في البراري،

عشب الينبوع يصدأ في خريف آخر في نيو إنجلاند

 

حيث تكتشف الكلمة أخيراً شيخاً على فراش موته

في أواخر القرن العشرين، يحتضر في مشفى ولا أحد يبالي به

وهو يعلم ذلك، ويعلم أيضًا أنه لا يستحق المزيد،

 

ومع ذلك، يسمع هذه الكلمة يرددها النسيم عند النافذة ،

حيث الستائر ترتفع وتهبط كلما اقتربت، سمعَها وهي تمر بجانبه،

كشيء جميل ، حتى لو لم تكن موجهة له أبدًا،

 

ها هي الكلمة، ينادى بها فوق البحر، صوت واحد من الحب الأبدي_

حتى عندما يهرب منا، وحتى ونحن نبحر مع الأضواء الجانبية،

[i] إسيكس سفينة لصيد الحيتان انطلقت في رحلتها الأخيرة عام 1819، ثم غرقت عام 1820 في المحيط الهادئ في وقت لاحق بعد معركة مع حوت. يذكر أن هذه السفينة ومصيرها قد ألهما الروائي هيرمان ملفيل لكتابة روايته “موبي ديك”.

شارك مع أصدقائك